اتهمت كمبوديا اليوم (الخميس) واشنطن ب «التدخل السياسي» في شؤونها، واصفة الديموقراطية الأميركية بأنها «دموية ووحشية»، وذلك في معرض ردها على الانتقاد الأميركي قرارَها طرد منظمة داعمة الديموقراطية تمولها الولاياتالمتحدة. وكانت وزارة الخارجية الأميركية انتقدت قرار كمبوديا أمس طرد المعهد الديموقراطي الوطني. وكذلك تساءل بيان من السفارة الأميركية في فنومبينه «عما إذا كانت كمبوديا كياناً ديموقراطياً». وما كان من الحكومة الكمبودية إلا أن سألت في خطاب مفتوح اليوم عما إذا كانت الولاياتالمتحدة «تأتي إلى كمبوديا لمساعدة شعب الخمير أم لعرقلته». واتهمتها بالمساهمة في صعود «الخمير الحمر» في السبعينات. وجاء في الخطاب: «الكمبوديون يعرفون جيداً ماذا تعني العملية الديموقراطية. لستم في حاجة لإعلامنا بها»، واصفاً الديموقراطية الأميركية النمط بأنها «دموية ووحشية». وأضاف: «نود أن نبعث مجدداً برسالة واضحة إلى السفارة الأميركية بأننا ندافع عن سيادتنا الوطنية». وزادت حدة التوتر مجدداً في كمبوديا، وأبدت جماعات حقوقية والأمم المتحدة قلقاً من الأوضاع، واتهمت المعارضة رئيس الوزراء هون سين الذي يحكم كمبوديا منذ أكثر من ثلاثة عقود، بارتكاب ممارسات اضطهاد قبل الانتخابات المقررة العام المقبل. وبعد أن أمرت كمبوديا بطرد المعهد الديموقراطي الوطني وإنذارها بغلق صحيفة أسسها صحافي أميركي إن لم تسدد الضرائب فوراً، عبرت الخارجية الأميركية عن قلقها من تقييد الحكومة «حرية الصحافة وقدرة المجتمع المدني على العمل». وذكر موقع «فريش نيوز» الإلكتروني الموالي للحكومة اليوم أن أنصار الحكومة هددوا بالاحتجاج أمام السفارة الأميركية في فنومبينه. وقال الموقع نقلاً عن مصدر حكومي لم يذكر هويته: «من المرجح أن تكون الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية في فنومبينه ضخمة على غرار ما حدث في الستينات وذلك بسبب التدخل الأميركي في شؤون كمبوديا السيادية».