أوضح الدكتور عالي القرشي أن فترة الثمانينات في السعودية شهدت إبداعاً نصياً متجاوزاً «تقابله رؤية جديدة في الفعل النقدي، وصحبه أيضاً قراءات نقدية اشترك فيها مجموعة من النقاد سعد البازعي ومحمد صالح الشنطي وأيضاً الدكتور عثمان الصيني، الذي كان يسهم في تلك القراءات». وأشار في محاضرة حول علاقة الأدب السعودي بالتحولات الثقافية، قدمها على هامش معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب أخيراً ضمن المشاركة السعودية، إلى أن مرحلة الثمانينات انتهت بمراجعات، «ويكبر فيها السؤال إلى أن يقف النقد على تساؤلات في غاية الأدب والنص». وأشار إلى مرحلة الألفية التي تميزت بفيض الرواية «وما حصل في تلك الرواية من تجاوز لمعالجات الفن الروائي وطرائق الفن الروائي، فحصل التحول حول المستور والمهمش والمقصي، وفي هذه الحقبة حدثت تحولات كبيرة في التلقي والاستقبال والتفاعل ، فأصبح المحور الثقافي متسعاً وبآماد أوسع فاختلفت آليات التلقي وآليات النص». وقال القرشي، في مستهل المحاضرة، التي أدارها الدكتور عثمان الصيني: اخترت لمحاضرتي موضوع علاقة الأدب في بلدكم الثاني، السعودية، وعلاقته بالتحولات، وما صنعته تلك التحولات من تحولات أدبية على مستويات متعددة. تعرفون أنه منذ وعى الإنسان العربي الحديث في عصره الحديث، وهو يواجه تحديات وأسئلة كبرى لأنه وعى وجوده بين ماض قد ولى عليه وحاضر مهيمن عليه. وبين ذلك الماضي العريق وهذا الوجود المتشتت في هذا الحاضر الماثل أمامكم، قامت التساؤلات التي تتعلق بالهوية والوجود، وبالمآل وبالمصير والعلاقة مع الآخر». وأوضح القرشي ان الأسئلة المتحركة في الإبداع «ما لبثت أن تحولت إلى سجال وإلى اقتحام ومغامرة منذ أواخر السبعينات الميلادية، حتى أننا حينما نطل على الثمانينات نجد أننا في السعودية أمام جيل من الشعراء يقدم نصاً مختلفاً، يستفيد من التجارب العربية السابقة له، لكنه يحمل صبغات خاصة»، لافتاً إلى أن جمعاً من الأكاديميين العرب «كان لهم دور في الحراك الثقافي الذي شهدته المملكة ومنهم لطفي عبد البديع والدكتور أحمد كمال زكي وغيرهم.