شكل تضامن السعوديين عبر «الهاشتاقات» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» موجات ضارية، وصرخات مسموعة عبر طريقة احتجاجهم ورفضهم أو مطالباتهم وتأييدهم للقضايا المطروحة، وقد يكون من أبرز ما يميز موقع «تويتر» هو اعتماده على الوسوم، أو ما يُعرف بال«هاشتاق»، فبفضل هذه الميزة يمكن متابعة أية قضية ضمن «تويتر» بسهولة وسرعة كبيرتين، ويمكن أيضاً طرح رأي المغرد الشخصي من خلاله ومشاركته بأية معلومة قد تدعم الوسم أو تثبطه. واليوم مع احتفال «تويتر» بمرور 10 أعوام على اختراع «الوسم» بات «الهاشتاق» السعودي حاضراً بقضاياه التي قد تصل للعالمية وعلى سبيل المثال لا الحصر نجح «الراتب ما يكفي الحاجة» في لفت أنظار العالم بعد تحوله لترند عالمي، بحجم التفاعل فيه، واحتل الهاشتاق في الفترة الماضية المرتبة ال13 على مستوى العالم، وكان قبلها في المرتبة ال17، إضافة إلى هاشتاغ «سعوديات نطالب بإسقاط الولاية» على نطاق واسع في «تويتر» في الأشهر الأخيرة، ووضع منه العشرات من أجل التخلص من الولي كأكبر قيد يعوق عمل المرأة، ووجوده الذي يعوق تحرك المرأة واعتباره من أكبر القيود على المستوى العملي، التي تفرض على المرأة بحسب ما يطرح في الوسم، ووجد الهاشتاق إقبالاً كبيراً من أفراد المجتمع ومعارضة أيضاً من البعض الآخر، وهاشتاقات أخرى لا حصر لها ولا عد تطلق بشكل يومي بالتزامن مع القضايا المطروحة، إذ شهد العام الماضي العديد من الأحداث المؤسفة والمفرحة، التي تمت ترجمة أغلبها على شكل «هاشتاقات» عبر منصة «تويتر» تفاعل معها المجتمع السعودي بشكل كبير ولافت، ولجموا من خلالها أعداء الوطن وكشفوا التجاوزات، ومن أبرزها التي تم إطلاقها وحظيت بتفاعل كبير، ما تعلق بوقف العلاوة، وحملة نفلسكم، ورواتب بالأبراج، ابن الوزير، وإيقاف محمد نور 4 سنوات. ولا تزال العديد من «الهاشتاقات» التي يطلقها مغردون سعوديون معتصمة في ساحة «تويتر»، على رغم مرور أشهر وربما سنوات على إطلاقها، كحال «الراتب لا يكفي الحاجة»، إذ تنوعت وتشكلت «الهاشتاغات» خلال السنوات العشر الماضية لأسباب كثيرة منها ما كان جراء التوتر الاقتصادي الذي صاحب انخفاض تسعيرة النفط في الأسواق العالمية، وما تبعه من برامج وإجراءات تقشفية أفرزت الكثير من الهواجس والقلق داخل الذهنية العامة للمجتمع، ونالت علامة المربع الشهيرة أيضاً من معضلة السكن والتأمين الصحي والبطالة وغيرها في نقاشات جادة وآراء مثمرة إلى منحى السخرية الذي يحل ضيفاً على كل «وسم» من دون استثناء. بينما لم تكن جميع «الهاشتاغات» التي تخص السعودية وقضاياها وليدة قرارات حكومية أو قضايا اجتماعية أنشأها معترض أو مُقترح لرأي أو لصاحب فكرة من أبناء الوطن، ولكن كان للمتربصين يد في إنشاء بعضها وتوجيهه من الخارج من الذين يجندون إمكاناتهم كافة الإعلامية لضرب المملكة أمام العالم، حضور حاقد لتشتيت الكلمة ونشر الذعر أحياناً وسرد الأكاذيب عن السعودية حكومة وشعباً، ووظفوا بعض «الهاشتاقات» للنيل من المكانة الكبيرة التي تحظى بها السعودية في العالم. ومع كل هذه الأحداث والهاشتاقات التي تُنشأ يومياً بالتزامن مع الأحداث في العالم يحتفل العالم في تاريخ 23 آب (أغسطس) بمرور 10 سنوات على إنشائه مع أول هاشتاق تم إطلاقه كان في موقع «تويتر» بتاريخ 23 آب (اغسطس) 2007 حادثة حريق سان دييغو، وأنقذ من خلال هذه الفكرة كريس ميسينا شركة «تويتر» من الإفلاس، وبذلك فإن أول موقع تواصل اجتماعي يتم به تنفيذ الهاشتاق هو موقع «تويتر»، ومن هنا أصبح للهاشتاق دور كبير في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر».