كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن الرئيس محمود عباس كان خلال الأسابيع الأخيرة غاضباً جداً من جهات عدة، محلية ودولية، من بينها الإدارة الأميركية. وقالت إنه يدرس حالياً خيارات سياسية وديبلوماسية عدة، من بينها التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة. وأضافت أن من بين الخيارات أيضاً حل السلطة الفلسطينية، بما فيها الحكومة والمجلس التشريعي وغيرها، وإعادة كل السلطات والصلاحيات التي تتمتع بها السلطة وتمارسها الى منظمة التحرير الفلسطينية، خصوصاً لجنتها التنفيذية التي قد تصبح المرجعية التنفيذية الوحيدة. وأوضحت أن السلطة قررت تفعيل خيار اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية، التي سيلتقي وفد منها مع المدعي العام للمحكمة فاتو بنسودا غداً في مقرها في مدينة لاهاي. وأشارت الى أن عباس يتوقع أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتانياهو خطوات وإجراءات جديدة في أعقاب «الإنجاز» الذي حققه الفلسطينيون في مدينة القدس الشهر الماضي عندما تصدوا لإغلاق المسجد الأقصى وحالوا دون تركيب بوابات الالكترونية أو آلات تصوير ذكية. ولفتت الى أن مبعث قلق عباس هو رد فعل نتانياهو المحتمل على استمرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وحصره فقط في وزير الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ، وقائد الارتباط العسكري الفلسطيني مع نظيره الإسرائيلي. وقالت إن عباس غاضب من «تدخل» الإدارة الأميركية ورفضها إجراءاته ضد حركة «حماس» وقطاع غزة في ما يتعلق بالأزمات التي تعصف بمليوني فلسطيني، بما فيها اقتطاعات الرواتب وإحالة آلاف الموظفين على التقاعد المبكر، والكهرباء وغيرها، وخشيتها من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة في صفوف الغزيين. ولفتت الى أن عباس ينتظر من مبعوثي الرئيس دونالد ترامب صهره جاريد كوشنر وجاسون غرينبلات رداً مكتوباً على شرطيْه للعودة الى طاولة المفاوضات المتمثلين في «وقف الاستيطان في الضفة الغربية، والعمل على حل الدولتين». ويصل كوشنر وغرينبلات غداً الى المنطقة في مهمة لإقناع عباس ونتانياهو بالعودة الى طاولة المفاوضات بهدف إيجاد تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. وقالت إن عباس يعمل من أجل عقد المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يُعد بمثابة برلمان المنفى وأعلى سلطة تشريعية فلسطينية، في مدينة رام الله وسط الضفة قبل منتصف الشهر المقبل. وأضافت أنه يريد عقد المجلس قبل أن يتوجه الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أواخر الشهر المقبل حيث يلقي خطاباً. وتعارض حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، غير العضوين في المنظمة، عقد المجلس في المدينة «تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي». كما تعارض الجبهتان «الشعبية» و «الديموقراطية» عقد المجلس بهذه الطريقة التي «تكرس الانقسام»، وتطالبان بعقد دورة توحيدية للمجلس لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.