بحث الرئيس محمود عباس والموفد الاميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات أمس فرصة اعادة اطلاق عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية المتوقفة منذ عام 2014. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل»الحياة» ان عباس وغرينبلات بحثا نقاط الخلاف الفلسطينية والاسرائيلية، وان الموفد الاميركي قدم اقتراحات لتضييق الهوة بين مطالب الطرفين من اجل اعادة اطلاق العملية السياسية، خصوصا في ما يتعلق بمطلب تجميد الاستيطان. واضافت ان الاقتراح الأميركي ينص على «إبطاء» البناء في المستوطنات وعدم طرح مشاريع بناء جديدة اثناء المفاوضات. وقالت المصادر ان غرينبلات ابلغ عباس ان الرئيس دونالد ترامب جاد في البحث عن حل سياسي للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وانه مؤمن بأن هذا الحل لا يأتي الا من خلال طاولة المفاوضات بين الطرفين، وان وظيفة الطرف الاميركي هي العمل على جسر الهوة بينهما. وتابعت ان غرينبلات ابلغ عباس انه لا يمكنه ان يتوقع الاستجابة الى جميع مطالبه قبل بدء العملية السياسية، مثل التجميد الكامل للاستيطان، وتحديد سقف زمني للمفاوضات، وقدم تعهدات بمواصلة الدعم الاميركي للاقتصاد الفلسطيني والسلطة الفلسطينية. واشار مسؤولون فلسطينيون الى ان عباس قدم لغرينبلات شرحاً مفصلاً عن تاريخ المفاوضات واسباب فشلها، وفي مقدمها التوسع الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية، كما ابلغه ان اي عملية سلام ذات مغزى يحب ان تنطلق من وقف الاستيطان، مؤكداً مراراً خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات، أن الحل الوحيد الممكن والقابل للتطبيق هو حل الدولتين، وان البديل الوحيد لهذا الحل هو الدولة الواحدة. وقال السفير الفلسطيني الجديد في واشنطن الدكتور حسان زملط ل»الحياة»: «نحن في مرحلة التشاور مع الجانب الاميركي في شأن فرص اعادة اطلاق العملية السياسية»، مضيفاً: «الجانب الاميركي يستمع الى الطرفين قبل ان يشكل رؤية ترامب للعملية السياسية». وكان غرينبلات التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليوم السابق في اجتماع استغرق خمس ساعات. واصدر الطرفان بيانا اكدا فيه اهمية اعادة اطلاق العملية السياسية. لكن البيان لم يذكر حل الدولتين، ما اثار قلقاً في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله. واتفق الجانبان الفلسطيني والاميركي على بحث تفاصيل الاقتراحات التي قدمها غرينبلات في لقاء القمة الذي سيجمع ترامب وعباس في واشنطن مطلع الشهر المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان الادارة الاميركية تعد للاعلان عن اعادة اطلاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تحت رعايتها عقب لقاء ترامب - عباس المقبل. وتوقعت مصادر ديبلوماسية غربية ان ينجح ترامب في اعادة اطلاق العملية السياسية بين الجانبين في الاسابيع القليلة المقبلة استنادا الى عدم وجود خيارات بديلة للطرفين. وقالت ان هناك مصلحة للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بالعودة الى طاولة المفاوضات بسبب عدم وجود بدائل. ورجحت ان يقبل الجانب الفلسطيني حلاً وسطاً في شأن مطلبهم تجميد الاستيطان بسبب تضاؤل الدعم المالي للسلطة الفلسطينية. وتشهد السلطة الفلسطينية أزمة مالية متنامية نتيجة تراجع الدعم المالي الدولي. وقال خبراء في مؤسسات دولية عاملة في القدس ان وجود عملية سياسية حية يشكل مدخلاً ضرورياً لاعادة الدعم المالي الدولي للسلطة الفلسطينية. وعقد غرينبلات خلال زيارته الاراضي الفلسطينية سلسلة لقاءات حملت مؤشرات الى توجهات السياسة الاميركية تجاه الفلسطينيين في عهد ترامب، اذ زار مخيم الجلزون للاجئين، والتقى عدداً من الطلاب الحاصلين على منح دراسية اميركية، كما عقد لقاء مع قادة الاجهزة الامنية. وفي المساء، تناول العشاء مع عدد من رجال الاعمال الفلسطينيين في مدينة القدسالشرقية.