كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة»، أن المبعوثيْن الأميركييْن لعملية السلام جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات أثارا المطالب الإسرائيلية في اللقاءات التي عقداها أمس وأول من أمس مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين في رام الله. وأوضح المسؤول: «الجانب الأميركي ما زال في مرحلة الاستماع ودرس الملف قبل أن يقدم مبادرته السياسية، لكن المشكلة بالنسبة إلينا أنهم يستمعون إلى ترهات (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتانياهو، وباتوا يعتقدون أن المشكلة تكمن في ما يسميه نتانياهو العنف والتحريض ورواتب أسر الشهداء والأسرى». وأضاف: «نتانياهو يريد حرف الاهتمام الأميركي عن القضية الجوهرية، وهي الاستيطان والاحتلال، إلى قضايا ثانوية تتعلق برواتب الأسرى وأسر الشهداء، والمشكلة أن الجانب الأميركي يصغي إلى ذلك ويحوله إلى متطلبات لنجاح العملية السياسية». والتقى الرئيس محمود عباس كوشنر في وقت متقدم من ليل الأربعاء- الخميس، فيما عقد غرينبلات سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين. ومن المقرر أن يتوجه وفد فلسطيني إلى واشنطن الشهر المقبل لاستكمال الحوارات مع الجانب الأميركي، قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب مبادرته لإحياء عملية السلام. واستقبل نتانياهو المبعوثين الأميركييْن بإعلان الشروع في بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وهو ما اعتبره الفلسطينيون إشارة إلى النيات الحقيقية لنتانياهو بمواصلة الاستيطان وعدم التوصل إلى اتفاق سلام. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد مجدلاني إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بناء مستوطنة جديدة يشكل صفعة للإدارة الأميركية ولكل صاحب جهد لإنهاء الصراع من خلال المفاوضات. وأضاف: «هذا إثبات واضح على السياسة التي يتّبعها نتانياهو، وهي بناء المستوطنات، وضم الأراضي الفلسطينية، وعدم التوصل إلى اتفاقات سلام». من جهة أخرى، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر فلسطينية إنها تلقت طلباً بوضع قائمة من 12 مطلباً تتعلق بأي مفاوضات قبل لقاء كوشنر وعباس. وأضافت المصادر أنها اعتبرت ذلك تدريباً مفيداً على التركيز على العناصر الرئيسية وليس تبسيطاً لمسألة معقدة. وقال مسؤولو إدارة ترامب إنه في حالة إحراز تقدم بشأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، فإن الإدارة لا ترغب في أن تتعطل العملية بل أن تتحرك بسرعة أكبر نحو حل قضايا ما يسمى «الوضع النهائي»، وهي القدس واللاجئون والموارد المائية والأمن والحدود.