أأدلّك على أهون طريقة تصبح بها ذكياً ولا كل الأذكياء! اسمح لقلبك أن يقودك، اتبع قلبك وليكن هو دليلك! أعطه الزمام وستنجح، اتبع قلبك يوفر عليك الكثير من المتاعب النفسية والاكتئابات المرضية ويقودك إلى النجاح. الذكاء ليس في الرأس فقط، ليس في الكتب فقط، الذكاء في القلب ولو كره الذئاب من حولك، «أبو نية غلب أبو نيتين»، نعم لا تسخر من الأمثال القديمة. ماذا ينفع صاحب الدكتوراه علمه لو وجد صعوبة في التعامل مع زملائه؟ وبماذا ينفع الذكاء صاحبه لو استعمله ليحيك المكائد ويخيط المؤامرات لمن حوله؟ لا تظن أن الذكاء في العقل هو مالك لمفاتيح الحظ. لا أبداً، لقد اكتشفوا وأثبتوا علمياً أنّ الناس الأكثر نجاحاً هم الذين أحبوا الناس من حولهم وتميزوا بحسن الخلق واللطف الشديد والأدب والقلب الرهيف الحنون من دون تكلُّف، هم المتواضعون بلا تصنُّع، ما يُعطيهم ثقة بالنفس من دون غرور. لا تصدقني، أليس كذلك؟! مصمم أنت على أنّ النجاح في الرأس وفي الكرّاس، لا ينفع ذلك في وقت تخلو من العاطفة، الصدق، اللطف، هنا الذكاء، الذكاء العاطفي الذي يساهم في تحسين أوضاعنا. أليس ذكاءً أن تُضحي الأم من أجل عائلتها التي تصبح مصدر دفءٍ وفخرٍ لها؟ أليس ذكاءً أن تُساعد زميلك في العمل فتنشط الدائرة التي تعمل فيها وتنال أنت وهو الترقية، بدلاً من أن تقفل الشركة؟ ذكاء! الذكاء في المعاملة الإنسانية، في أن تُدير نفسك وأشغالك من دون أن تلغي الآخرين، لا أن تقول «أنا ومن بعدي الطوفان»، لأنّ الطوفان حينما يأتي سيأخذك معه، ولا أن تُردد «الغاية تبرر الوسيلة»، لأنّ الناس الذين ظلمتهم في اتباع وسيلتك لا بدّ من أن يأتي يوم ينتقمون منك ومن أفعالك. أمّا لو كانت أفعالك طيبة فإنّه لابد لهم أو لغيرهم أن يردّوا إليك الإحسان الذي جزاؤه الإحسان. قد تظن أني أدعوك لإلغاء نفسك، لا تسيء الفهم. إن الاستخدام الذكي للعواطف يعني عدم تجاهل مشاعرنا وقيَمنا، لكن محاولة فهم تأثيرها على سلوكنا، علينا أن نفكر كيف نكون من المنفتحين على الآخرين، أن نتعاطف معهم ومنتهى التعاطف يكمن في فهمنا للآخرين، خصوصاً الذين يختلفون عنا، الذين لا يشبهوننا، وطبعاً هذا يتطلب مهارة للتحكم في غضبنا وفي كرهنا تجاههم. إلا أنك لو استعملت القلب هنا ستهدأ، وفي الهدوء مكسب، لأنّ إهمال عواطفنا يسبب انتكاسات صحية وتوترات، وهو يسلب منا سعادتنا، فكيف ينجح الكاره التعيس مهما أوتي من حنكة وذكاء؟ ولا تنسى أنه كلما تقدّمت في السن، فإنّ قدراتك الذهنية تخف، لكن عواطف القلب ووداعته تبقى هي مثل أيام طفولتك البريئة. وقبل أن أتركك، سأنبهك إلى أمر غاية في الأهمية، وهو أنه حين يكون عليك أن تختار بين طريقين، اسأل نفسك: أيهما يملك قلباً، فمن يختار طريق القلب لا يُخطئ أبداً. صفّوا القلوب تصفو العقول. خلف الزاوية طبعاً وراءك باتزاني... باختزاني كل ما في الأرض من ألم ومن فرح ومن شوق إلى صرف المشاعر حتى الانهيار طبعاً أُحبك... لا دخان بغير نار [email protected]