إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - أرجأت المحكمة العليا في لاهور شرق باكستان أمس، البت في قضية تمتع الأميركي ريموند ديفيس المتهم بقتل باكستانيَين اثنين الشهر الماضي بحصانة ديبلوماسية، ما ينذر باستمرار التوتر في العلاقات الذي تثيره القضية مع واشنطن التي تطالب بمنحه حصانة ديبلوماسية. وقال رئيس المحكمة القاضي ايجاز محمد شودري: «بما ان النيابة العامة طلبت من وزارة الخارجية مهلة ثلاثة أسابيع لتقديم ردّ على وضع ديفيس، أرجئت الجلسة الى 14 آذار (مارس) المقبل»، مع العلم أن النائب العام في لاهور أكد سابقاً أن ديفيس لا يتمتع بحصانة ديبلوماسية لأنه دخل إلى باكستان بتأشيرة عمل. ويدور جدال في الصحافة حول الوضع الديبلوماسي لديفيس، إذ يقول معارضو الحكومة إن إسلام آباد تسعى الى منحه حصانة من أجل تفادي إغضاب الولاياتالمتحدة، أبرز جهة مانحة المساعدات لباكستان الغارقة في أزمة اقتصادية كبيرة. وتتعرض إسلام آباد لضغوط داخلية كبيرة من أجل عدم الانصياع لمطالب واشنطن بالإفراج عن ديفيس، والاعتراض على تنقل مسؤولين أميركيين بحريّة وهم يحملون أسلحة. وأكد ديفيس الذي تقول واشنطن إنه «مستشار إداري وفني لسفارتها في إسلام آباد، إنه تصرف في إطار الدفاع المشروع عن النفس لأنه اعتقد أن الرجلين سيهاجمانه لسرقته، لكن تقرير تحقيق الشرطة اتهمه بارتكاب «جريمتي قتل». ويقول محامون باكستانيون يريدون إخضاع ديفيس لمحاكمة، إن الحصانة الديبلوماسية لا تطبق في حالات الجرائم الخطرة، فيما يشكك باكستانيون كثر في سبب حمل ديفيس أسلحة ملقمة وجهاز تعقب «جي بي أس». ولم يعلق الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أو رئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني على وضع ديفيس، واكتفيا بالقول إن «الأمر رهن القضاء». وتشهد باكستان منذ الحادث تظاهرات يومية يغذيها الشعور القوي المناهض للأميركيين لدى الرأي العام للمطالبة بمحاكمة ديفيس، حتى إن بعض الحركات الأصولية تطالب بإعدامه. وهدّدت حركة «طالبان الباكستانية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بأنها ستعاقب على أي خطوة تتخذها إسلام آباد للإفراج عن ديفيس، ما يثير مخاوف من رد فعل عنيف مثل تنظيم تظاهرات شعبية. ووسط تزايد التوقعات بتأييد الولاياتالمتحدة دفع تعويض بموجب القانون الباكستاني، أبدى السيناتور الأميركي جون كيري ثقته بقدرة بلاده وباكستان على إنهاء التوتر الحالي في علاقتهما والسير قدماً في اتجاه تعزيز الثقة بينهما. ونقلت وكالة أنباء «أي بي بي» الباكستانية عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي قوله في اختتام زيارته إسلام آباد: «آمل بأن نبقي تركيزنا على تعزيز العلاقات والاحتمالات للمستقبل والتعلّم من دروس الماضي، ونستخدمه لبناء علاقات أقوى». وأعلن كيري أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما طلبا منه إيصال أسف الولاياتالمتحدة العميق لمقتل الباكستانيَين، فيما أفادت الوكالة الباكستانية بأن الزعماء الباكستانيين أكدوا لكيري أن العلاقات بين البلدين يجب ألا تتأثر بمسألة واحدة. على صعيد آخر، عثرت قوات الأمن الباكستانية على لفافتين مشبوهتين قرب مبنى احتوى إمدادات عسكرية في مدينة روالبندي التي تضم مقر قيادة الجيش. ويشن مقاتلو «طالبان الباكستانية» سلسلة هجمات بهدف زعزعة استقرار إسلام آباد، الحليفة البارزة لواشنطن في «الحرب على الإرهاب».