تستعد المملكة هذا العام لاستقبال واحد من أكبر مواسم ال حج في تاريخها بعد صدور الأمر السامي الكريم برفع أعداد الحجاج مع قرب انتهاء أعمال توسعة الحرمين الشريفين، ما يعني إضافة 800 ألف حاج لهذا الموسم الذي يعد الأكبر خلال السنوات الماضية، وذلك بعد أن تحقق لموسم حج العام الماضي كل عناصر النجاح ما جعله مميزاً وخالياً من ما يعكر صفو هذه الشعيرة الإيمانية الكبرى، بإشادة قادة الدول العربية والإسلامية والحجاج من مختلف بقاع المعمورة. ورصد المركز الإعلامي لوزارة الحج والعمرة في تقرير له مراحل تطور الخدمات وتوظيف التقنيات الحديثة ورفع كفاءة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن وتنفيذ المشاريع والمبادرات، التي تبنتها الوزارة هذا العام لتكون رحلة الحج والعمرة والزيارة مقننة وسهلة وميسرة لتبقى ذكرى مميزة ورائعة في ذاكرة الحاج والمعتمر والزائر تحقق له الرضا، وتجعله سفيراً ينقل للعالم جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، مبرزاً التحول في انتقال وزارة الحج والعمرة من خدمة الحاج إلى صناعة الضيافة، ومن ثقافة العمل الموسمي إلى العمل على مدار العام، ومضيها في إكمال البنى التحتية بهدف توفير ضيافة دينية بمعايير عالمية، والعمل على أداء مهامها بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية لتيسير إجراءات أداء المناسك وتجويد مختلف الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتوسيع التعاون الخارجي، حيال توعية الحجاج، وزيادة التنسيق بما يخدم مبادرات المملكة في قطاع الحج والعمرة. وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي شهدت فيه المملكة موسم العمرة هذا العام نحو سبعة ملايين معتمر تقريباً، تعمل وزارة الحج والعمرة على دعم اقتصادات القطاع والتعاون مع مؤسسات الطوافة، لتوسيع مجالات الفرص وخلق كيانات وطنية كبرى ورفع الطاقة الاستيعابية لموسمي الحج والعمرة، وتأسيس صناعة الضيافة الحديثة لدعم خدمات واقتصادات الحج والعمرة، وذلك في ظل رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 بخاصة أن هذا القطاع يشهد تطورات غير مسبوقة، ما يجعل قطاع الحج والعمرة في قلب الرؤية، إذ تعمل وزارة الحج والعمرة على تحويل مؤسسات أرباب الطوائف إلى شركات مساهمة، وإعادة هيكلة خدماتها بهدف الاستمرار في تطوير خدمات القطاع واقتصاداته وفق قواعد العمل المؤسساتي والحوكمة. واستشهد المركز بما أنجزته المملكة من بنية تحتية كبرى، في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ترتكز عليها شبكة جبارة من المرافق الخدمية المتعددة، التي تشمل إلى جانب توسعة الحرمين الشريفين، المساحات المخصصة لسكن الحجاج في المناطق المركزية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وإطلاق قطار المشاعر المقدسة، وإنجاز جسر الجمرات، والانتهاء من مشاريع توسعة المطارات والمنافذ وصالات الحج والعمرة، وخدمات النقل والصحة والنظافة وغيرها من الخدمات اللوجستية اللازمة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. واستعرض المركز حزمة المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن وفي مقدمها تأسيس مركز التحكم والمراقبة الإلكترونية بهدف ربط مراكز خدمات الحجاج والمعتمرين بصناع القرار وزيادة التنسيق بين أطراف منظومة الحج والعمرة وإتاحة لوحة التحكم للجهات الحكومية كافة ومشروع الإسوارة الذكية، وتطبيقها على الحجاج بهدف مساعدة الحجاج وتقديم الدعم اللازم لهم. وركز على المنهجية الجديدة التي طبقتها وزارة الحج والعمرة في اعتمادها على التقنية لتطوير الأداء وتكريس الشفافية وتطبيق معايير الجودة رفعاً لمستوى الجاهزية وتعزيز الكفاءة التشغيلية وزيادة التنسيق بين منظومة الحج والعمرة، بما يسهم في النهوض بخدمات واقتصادات الحج والعمرة، إضافة لتطوير مبادرة المسار الإلكتروني للحجاج، لتحقيق مبدأ العدالة في الحج للراغبين فيه، وتكريس مبدأ الشفافية في قطاع الحج من خلال التنوع والتعدد في الخدمات لحماية الحقوق الخدمية الحاج، والقضاء على الحملات الوهمية وتسهيل وتسريع آلية الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً لحجاج الخارج. وأبرز المركز الإعلامي برنامج الأعمال التطوعية لوزارة الحج والعمرة الذي يشهده موسم حج هذا العام للمرة الأولى، الذي أطلقه الوزير الدكتور محمد بنتن بشعار «كن عوناً» ليجسد نهج الوزارة في تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية، وإيجاد مبدأ التطوع لدى الشباب في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتتمثل رسالته في التشرف بخدمة ضيوف الرحمن والإسهام في منظومة الأعمال التطوعية، بإيجاد بيئة محفزة لتحمل المسؤولية والإبداع، والتوظيف الأمثل للشراكات المجتمعية، إلى تنظيم وتقنين المشاركة الاجتماعية في موسم الحج عبر آلية معتمدة للتنسيق بين القوى التطوعية والجهات المعنية. وأشار إلى أن البرنامج يسعى للارتقاء بمستوى ونوعية الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن والتمكن من قياس أداء وفعالية الجهود التطوعية وفق معايير واضحة مدروسة ومحددة، وتطوير وتنويع الأساليب التنظيمية التطوعية المقدمة من وزارة الحج والعمرة بما يواكب أهم وأبرز التطورات التقنية واستخدام التقنيات الحديثة، إضافة لتجويد عمل المتطوعين بما يضمن رفع كفاءة التطوع في خدمة ضيوف الرحمن بالتركيز على استقطاب المتطوعين والمتطوعات الراغبين في خدمة حجاج البيت الحرام، وتوظيف طاقاتهم وجهودهم ومهاراتهم وتخصصاتهم في مجالات العمل التطوعي من خلال هذه المنصة. وبيّن أن الوزارة تدرك أهمية تمكين وتوسيع دور المرأة في خدمة ضيوف الرحمن، وذلك عبر وظائف رسمية أو طرح الوظائف الموسمية لشركات ومؤسسات الحج في خطوة رائدة تختص بالإشراف على الأقسام النسائية في مخيمات الحجاج في المشاعر المقدسة، إذ يتم استقطاب هذه الكوادر النسائية بمختلف مستوياتها التعليمية مع مراعاة الضوابط الشرعية بحيث يتركز عملهن في فترة التحضير قبل وصول الحجاج إلى مكةالمكرمة وأثناء وجودهم لأداء فريضة الحج. ... تنظيمات مبتكرة لإدارة الحشود تعتمد على التقنية أشار المركز الإعلامي إلى اعتماد الوزارة لمسارات تفويج جديدة وتنظيمات مبتكرة لإدارة الحشود في موسم حج هذا العام معتمدة على نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات لرصد حركة الحشود، وتحليل القراءات الميدانية، واعتماد آلية التوعية لأعمال التفويج ضمن الخطة التشغيلية للتفويج، وتقييد وتثبيت التسجيل الفوري للمخالفات عبر التقنيات والتطبيقات المحمولة وإرسالها فوراً إلى خوادم المعلومات في وزارة الحج والعمرة وتحليل البيانات وتحديد مصادر الخلل إذا وجدت وإبلاغها للجهة الرقابية في الوزارة وفرق التفويج ولجان المراقبة والمتابعة ووحدات التفويج، وكذلك تشغيل وحدات التفويج على مدار الساعة بدءاً من موسم الحج حتى 15 محرم المقبل. كما تعمل الوزارة على مراجعة أنظمة التفويج كافة وتحديثها وتطويرها وتوحيد بنيتها بشكل متكامل ومتناغم، وإنجاز ما يلزم لبناء مختلف أنظمة الحشود البشرية والنمذجة والتحليلات الإحصائية، إذ قامت وزارة الحج والعمرة بإعداد جداول التفويج وتعميمها على الجهات المعنية، وتصميم خرائط مسارات خروج الحجاج وعودتهم، ومراقبة أداء المؤسسات والتأكد من قيامها بالمهمات المطلوبة ومحاسبة المقصرين ومراقبة تدفق الحشود البشرية على مختلف المسارات ومقارنتها بجداول التفويج، وطبقت الوزارة آليات رقابة جديدة، تشمل فرق متابعة الجاهزية، وفرق مراقبة البوابات، وفريق دعم المسارات، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات القيادة لتقديم الخدمات والتسهيلات كافة لضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى المملكة حتى عودتهم لبلادهم سالمين غانمين.