أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أمس دخولها المراحل النهائية للدراسات الأولية لتقويم أعمال البناء الخاصة بمجمعها الصناعي المزمع إنشاؤه في المملكة لتحويل النفط إلى كيماويات، الذي يعد الأول من نوعه في العالم، ويضع السعودية في مكانة رائدة تقنياً على مستوى صناعة البتروكيماويات، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله نهاية عام 2020، وسيؤدي تشغيله إلى توفير 100 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة. وأشار رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك» الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، في كلمة خلال يوم «سابك» للابتكار الذي نظمته الشركة في الرياض، إلى أن تقنية تحويل النفط إلى كيماويات تسمح بتحويل النفط الخام مباشرة إلى منتجات بتروكيماوية، مع تحقيق أعلى معدل تحويل تم الوصول إليه في هذه الصناعة، وذلك بصورة تنافسية ومستدامة. وأوضح الأمير سعود خلال كلمته في افتتاح يوم «سابك» للابتكار، أن المجمع الجديد يضم وحدات تشغيل مبتكرة تمكّنه من تحقيق أكبر ناتج في العالم لعملية تحويل النفط إلى مواد كيماوية. وتتوقع «سابك» استهلاك 10 ملايين طن متري من الزيت الخام سنوياً في هذا المجمع لإنتاج البتروكيماويات والمواد الكيماوية المتخصصة، وهو ما يتوافق مع أهداف استراتيجية «سابك» 2025. وبيّن أنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل المجمع في نهاية عام 2020، وسيؤدي تشغيله إلى توفير 100 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة بحسب التوقعات الحالية للشركة. وأشار إلى أن «سابك استفادت من جانب الكفاءة العلمية لتغذية محرك الابتكار لديها، وذلك باستقطاب المواهب التقنية وتوظيفها، ودعوة الجميع لتقديم أفكارهم المبتكرة، وتستثمر سابك في الوقت الراهن أكثر من 40 مليون ريال في الجامعات السعودية، أبرزها جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، واليوم (أمس) ستطلق سابك مبادرة جديدة تتمثل في حث المخترعين السعوديين وأصحاب المشاريع ذات التقنية العالية على التقدم لها بفرص جديدة تتعلق بالبلاستيكيات الذكية، ومنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم». بدوره، أكد نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي أن تمويل إنشاء المجمع سيكون من موارد «سابك» الذاتية، وفي حال حاجتها إلى تمويل فإنها ستتجه إلى المصارف والصناديق الحكومية المتخصصة في التمويل. وأشار في مؤتمر صحافي في الرياض أمس بعد انتهاء فعاليات يوم سابك للابتكار إلى أن «الشركة ستنفّذ هذا المشروع بقدراتها الذاتية، ولكن في المستقبل لا مانع من دخول شركاء معنا في هذا المشروع العملاق»، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذه في الجبيل أو ينبع، وذلك لتوافر المواد الأولية والبنية التحتية من غاز وأيدٍ عاملة ومقاولين وغير ذلك. وشدد على أن تحويل الزيت الخام إلى بتروكيماويات لن يكون له مخلفات أو أضرار على البيئة، إذ إن لدى «سابك» حالياً نوعين من التقنية المتخصصة في تحويل الزيت الخام إلى بتروكيماويات، الأولى تحت العمل الهندسي، والثانية تحتاج إلى اختبارات حتى يتم التأكد من عملها بشكل جيد، وتم تسجيل براءة اختراع بذلك. ولفت الماضي إلى أن هذه التقنية سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن المنتجات المتوقعة تشمل البتروكيماويات بأنواعها والمواد البلاستيكية واللقيم والحاسبات والكومبيوترات وغيرها من المنتجات قيد البحث. وذكر الماضي أنه تم توقيع اتفاق مع جامعة الملك عبدالله (كاوست) في مجال الابتكارات وذلك للاستفادة من إمكانات الجامعة في هذا المجال، إضافة إلى بحث عدد من الفرص الابتكارية في كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أن عدد الباحثين في «سابك» يزيد على 25 باحثاً من مختلف الجنسيات معظمهم سعوديون. سعود بن ثنيان خلال جولته داخل المعرض. (واس)