أعلن رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة «سابك»، الأمير سعود بن ثنيان آل سعود أن الشركة دخلت المراحل النهائية للدراسات الأولية، لتقويم أعمال البناء الخاصة بمجمعها الصناعي، المزمع إنشاؤه في السعودية لتحويل النفط إلى كيماويات، مشيراً إلى أن هذا المجمع يُعد الأول من نوعه في العالم. وأضاف ابن ثنيان على هامش مناسبة «يوم سابك للابتكار»، الذي نظمته الشركة في الرياض أمس، أن السعودية تمضي قدماً في مسيرتها التنموية، مستهدفة تنويع مواردها، والحدّ من استهلاكها للطاقة، والتحرك نحو اقتصاد المعرفة، وصولاً لهذه الغاية، تحتاج إلى الالتزام الجاد، والتمكين الفعال لجميع محركاتها التنموية. ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي المهندس محمد الماضي: «إننا لا نزال نتحدث عن تقنية تحويل الزيت الخام إلى بتروكيماويات لا تضر بالبيئة، وهنا تقنيتان؛ الأولى جاهزة والثانية تحتاج إلى التجريب والاختبار». وأضاف الماضي «سيكون هناك مردود إيجابي كبير على الاقتصاد، خصوصاً في نقل نوعية الصناعة من البترول الخام، وكذلك إيجاد وظائف مباشرة وغير مباشرة، تبلغ مائة ألف وظيفة في المجمع، الذي تعتزم الشركة إقامته وسوف يتم الانتهاء من الدراسة في منتصف العام المقبل، حيث تعتبر المجمع أكبر من ثلاثة تجمعات مجتمعة»، مبيناً أن الدراسات المبدئية تشير إلى أن المشروع جيد ومنافس، ونحن في «سابك» نفضل الدخول في مثل هذه المشاريع وحدنا، ولكن هذا لا يمنع من دخول شركاء، حيث ننوي أن نقوم بتمويل المشروع وإصدار الصكوك والسندات والاقتراض من البنوك التجارية والصناديق الصناعية الحكومية. وعن موقع إقامة المشروع، أكد الماضي أن هناك مدينتين هما الهيئة الملكية بينبع والجبيل اللتين سوف تحتضن إحداهما المشروع، وذلك حسب نقاط يتم وضعها لكل مدينة، من حيث توفر الخدمات والغاز والبترول وغيرها، وحسب النقاط سوف يتم إنشاء المشروع وذلك حسب الأفضليات»، مشيراً أن لدى «سابك» 19 مركز أبحاث في أنحاء العالم، كما أننا نحصل على نوعية جيدة من الباحثين، ولدينا العزيمة والتمويل للقيام بهذه الدراسات والابتكارات، ويصل عدد الباحثين في أحد المشاريع إلى 25 باحثاً سعوديا وغير سعودي»، مؤكداً أن الأهم ليس براءات الاختراع، بل تحويل تلك الاختراعات والبراءات إلى فرص يمكن تسويقها وتدر الأرباح من تسويقها، وعن منتجات «سابك»، أكد الماضي أن المنتجات الأساسية لسابك يتم بيعها في الأسواق بالكامل، ولكن أثبتت المنتجات المتطورة أنها تزيد من الأرباح بما يعادل 20 % عن الأساسية، مشيراً إلى أن الهدف من الابتكار هو إيجاد مواد جديدة ونحن في «سابك» نعول كثيراً على الزيت الخام، وما يفتحه من آفاق كبيرة في هذه الصناعة. ويضم المجمع الجديد وحدات تشغيل مبتكرة تُمكنه من تحقيق أكبر ناتج في العالم لعملية تحويل النفط إلى مواد كيميائية. وتتوقع «سابك» استهلاك حوالي عشرة ملايين طن متري من الزيت الخام سنوياً في هذا المجمع، لإنتاج البتروكيماويات، والمواد الكيماوية المتخصصة المتقدمة، وهو ما يتوافق مع أهداف استراتيجية «سابك» لعام 2025م. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المجمع نهاية العقد الجاري، وسيؤدي تشغيله إلى توفير حوالي مائة ألف فرصة عمل جديدة حسب التوقعات الحالية للشركة. وفي سبيل تحفيز عنصر الابتكار على الصعيد العالمي والمستوى المحلي، أعلن المهندس الماضي عن «جائزة الابتكار» السنوية لأصحاب المشاريع البحثية، حيث ستمنح «سابك» مكافأة مالية تصل إلى عشرة ملايين ريال، مع تقديم الدعم البحثي والتجاري للأفكار المبتكرة، أو الاختراعات القائمة في مجال البوليمرات الذكية. وسيتم قبول الطلبات بدءاً من يونيو المقبل، عبر موقع «سابك» الإلكتروني.