قررت اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود المنظم من وزارة الصحة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إرجاء إعلان توصيات المؤتمر الذي اختتمت جلساته أمس إلى اليوم (الثلثاء). وبعدما كان مقرراً إعلان توصيات المؤتمر في ختام الجلسات أمس، بيد أن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أبلغ وسائل الإعلام أن التوصيات ستعلن اليوم. وأجمع المشاركون خلال جلسات اليوم الثاني على أهمية التوعية بالممارسات الصحية السليمة بين التجمعات البشرية للحد من خطورة انتشار الأمراض المعدية، مشيدين بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة ممثلة في وزارة الصحة خلال مواسم الحج الماضية لمنع وفادة العديد من الأمراض الوبائية والمحجرية إليها. وشهد المؤتمر خلال الأيام الثلاثة الماضية حضوراً وإقبالاً واسعاً من الخبراء والأطباء والمتخصصين وعدداً من المسؤولين الذين مثلوا مختلف الجهات الحكومية والصحية والمنظمات الطبية العلمية والدولية. وناقش الخبراء مجموعة من المواضيع التي تتعلق بطب الحشود وبخاصة عن فايروس «كورونا» وما يتعلق به من استقصاء وبائي عالمي، إضافة إلى دور الحكومات في مواجهة الفايروسات، وتسليط الضوء على الفجوة المعرفية عن المرض واستعراض آخر ما تم التوصل إليه في المجال العلمي والطبي لتشخيص الحالات المرضية للمصابين بفايروس كورونا. واستعرض المتحدثون عدداً من التساؤلات حول كيفية انتقال المرض بين البشر بالطريق المباشر وغير المباشر والعوامل الأساسية المؤدية للإصابة به وعن مصدر المرض، إذ لا تزال الدراسات تتواصل في بريطانيا للكشف عن مصدر فايروس «كورونا». وذكر المتحدثون بعض الدراسات التي لم يتم تأكيدها في شكل قاطع بأن المصدر قد يكون بسبب الإبل أو الخفافيش، وذلك بعد ما وجدوا مضادات الفايروس في هذين النوعين من الحيوانات، مطالبين بإجراء مزيد الدراسات لإثبات مثل هذه الدراسات أو نفيها لكي يتمكن الطب والعلم من اكتشاف الطرق المناسبة للوقاية والعلاج. وأشار المشاركون إلى إن الحالات المرضية المؤكدة بالإصابة بفايروس كورونا في العامين 2012-2013، بلغت نحو 130 حالة مؤكدة، موضحين أن حالات الوفاة كانت مرتفعة في بداية تسجيل الحالات ومن ثم بدأت تقل نسبة الوفيات في شكل ملاحظ بعد الإجراءات التي تم اتخاذها من الجهات الصحية في الدول التي شهدت إصابات بمرض «كورونا». وبيّن المشاركون أن بعض الحالات شهدت مضاعفات حادة تمثلت في إصابة المريض بالفشل الكلوي، بينما تمت ملاحظة بعض المضاعفات المتوسطة لدى جزء آخر من المصابين بفايروس «كورونا»، مشيرين إلى أن فترة حضانة الفايروس في جسم الإنسان تتفاوت من يوم إلى 13 يوماً قبل أن ينتقل من شخص إلى آخر، وذلك بناء على الدراسات التي تم إجرائها في بريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية، كما لاحظ الخبراء أن الفايروس شائع الانتقال بين المخالطين للمرضى من أفراد الأسرة أو من الفئات العاملين الصحيين. وطالب المشاركون بأهمية التقصي الوبائي لمعرفة تفشي المرض ومعرفة معدل الانتقال ومستوى التعرض الذي يمكن من خلاله الإصابة بالمرض، إضافة إلى رصد مؤشر الفايروس لمعرفة معدل الحدوث عبر الزمن وما هي المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.