علّقت الصين، الداعمة الاقتصادية الأولى لكوريا الشمالية، استيراد الحديد والرصاص وخام هاتين المادتين ومنتجات البحر من هذا البلد، تنفيذاً لعقوبات فرضتها الأممالمتحدة على بيونغيانغ الأسبوع الماضي بسبب مواصلتها تجارب برامجها النووية والصاروخية. وصدّرت كوريا الشمالية العام الماضي الى الصين اكثر من 92 في المئة من انتاجها الذي يوفر عائدات مقدارها 3 بلايين دولار، علماً ان عقوبات الأممالمتحدة تستهدف تقليص هذه العائدات بنحو بليون دولار. وبحسب ارقام الجمارك الصينية، تراجعت واردات الصين من كوريا الشمالية بحوالى 7 في المئة في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية، بعدما اوقفت الصين شراء الفحم من بيونغيانغ في منتصف شباط (فبراير). وفي تموز (يوليو) الماضي، اشتكى ترامب من أن المعاملات التجارية بين البلدين زادت نحو 40 في المئة في الربع الاول من السنة الحالية. لكن بكين تصرّ على ان علاقاتها الاقتصادية مع بيونغيانغ تجارة عادية بين جيران، وأن هذه المعاملات لا تنتهك عقوبات الأممالمتحدة. ومن المنتجات المحظورة في لائحة العقوبات الأخيرة، استوردت الصين حديداً خاماً نحو 74,4 مليون دولار من كوريا الشمالية في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية، ما يعادل تقريباً قيمة واردتها لكامل 2016. كما استوردت أسماكاً وثمار بحر قيمتها 46,7 مليون دولار في حزيران، ما يشكل أربعة اضعاف قيمة ما استوردته منها في أيار (مايو) والبالغة 13,6 مليون دولار. وكانت واشنطن أغضبت بكين بفرضها في حزيران عقوبات من جانب واحد على بنك صيني متهم بتبييض أموال لحساب كوريا الشمالية. وفي ما يبدو انه محاولة لزيادة الضغوط على بكين، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسمياً إدارته بفتح تحقيق في قضية فرض السلطات الصينية نقل الشركات الأميركية الملكية الفكرية. لكن مسؤولين اميركيين قالوا إن «الأمر لا يرتبط بقضية كوريا». وبعد أيام من التراشق الكلامي الحاد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظام كوريا الشمالية، والذي اثار قلقاً دولياً في شأن ما مصير الأزمة، انضم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، احد انصار الحوار مع كوريا الشمالية، الى الدعوات الدولية لضبط النفس، ودعا الى انهاء «كل الاستفزازات والتصريحات العدائية فوراً للحيلولة دون زيادة تأزيم الوضع». وتابع: «لا يمكن ان تندلع حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية»، في إشارة الى الحرب الكورية (1950- 1953) التي خلفت حوالى مليون قتيل ودمرت مدناً، وانتهت بتقسيم شبه الجزيرة الى دولتين. وأبدى ثقته بأن الولاياتالمتحدة ستتعامل مع الوضع الحالي بهدوء ومسؤولية»، في حين نقل مكتبه عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزف دانفورد قوله لدى لقائه الرئيس مون إن «الخيارات العسكرية ضد كوريا الشمالية ستطرح إذا فشلت العقوبات الديبلوماسية والاقتصادية». الى ذلك، أيدّ مسؤولون أميركيون بينهم مستشار الأمن القومي اتش آر مكماستر أسلوب ترامب الحاد في التعامل مع كوريا الشمالية، لكنهم هونوا من خطر تطور الخطاب العدائي إلى صراع. وصرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي يا) مايك بومبيو، بأن كوريا الشمالية قد تنفذ اختباراً صاروخياً جديداً، لكن الحديث عن الاقتراب من مشارف حرب نووية يعد مبالغة في تقدير الخطر. اما كوريا الشمالية فكررت تهديداتها وقالت في بيان: «ستتحول أي حرب كورية ثانية تنشب الى حرب نووية». واقرّ سوه تشو سوك، نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي، بأنه من المرجح أن تواصل كوريا الشمالية استفزازاتها التي تشمل اجراء تجارب نووية، «لكن دخول الشمال في صراع عسكري ليس احتمالاً كبيراً». وقد تواكب الاستفزازات مناورات مشتركة مقررة قريباً بين القوات الأميركية والكورية الجنوبية في شبه الجزيرة، ما دفع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل الذي طالب الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية بجعل التدريبات «غير استفزازية قدر الإمكان».