اتهمت وسائل إعلام في بيونغيانغ بلداً مجاوراً لكوريا الشمالية، في إشارة إلى الصين، بفرض عقوبات اقتصادية على الدولة الستالينية «والرقص على أنغام» أعدائها، فيما تفاقمت أزمة نقص في الوقود في بيونغيانغ، وارتفع سعره. وبدأ هذا النقص، وهو ليس عادياً وقد يشكّل سابقة، الأسبوع الماضي عندما علّقت محطات وقود في العاصمة ملصقات تبلغ زبائنها بفرض قيود على المبيعات، إلى موعد غير محدد. ويتهافت السائقون لملء خزانات سياراتهم، وأي أوعية أخرى يمكنهم إيجادها. وكان سعر الوقود مستقراً نسبياً، ويبلغ نحو 70- 80 سنتاً للكيلوغرام، لكن محطة واحدة على الأقل رفعته إلى 1.40 دولار. ويُباع البنزين بالكيلوغرام في كوريا الشمالية، ويعادل نحو ليتر. وسرت إشاعات تحمّل الصين مسؤولية هذا النقص، علماً أنها تزوّد حليفتها كوريا الشمالية بمعظم ما تحتاجه من الوقود، وتعرّضت لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكي ترغم الدولة الستالينية على وقف برنامجيها النووي والصاروخي. وعلى رغم أن التجارة بين كوريا الشماليةوالصين تبدو متينة، هناك مؤشرات إلى أن بكين تشدّد بهدوء تطبيق عقوبات دولية مفروضة على بيونغيانغ. ونوقش في الصين في شكل صريح خيار الحدّ من إمدادات الوقود. وبعد يومين على إعلان هذه القيود، ندّدت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية ب «دولة مجاورة»، في إشارة إلى الصين، مضيفة أن «الردع النووي لكوريا الشمالية للدفاع عن النفس، ليس في أي حال ورقة مساومة للحصول على شيء». وأشارت إلى مواصلة هذه الدولة تطبيق عقوبات اقتصادية، «فيما ترقص على أنغام شخص»، وزاد: «قد يثني عليها أعداء كوريا الشمالية، ولكن عليها أن تستعد لمواجهة عواقب كارثية في علاقاتها» مع بيونغيانغ. إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أن كوريا الشمالية وافقت على زيارة مقررة المنظمة الدولية المعنية بحقوق المعاقين كاتالينا ديفانداس- آغيلار، بعدما انتقد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة سجل بيونغيانغ في حقوق الإنسان. والزيارة المرتقبة الشهر المقبل ستكون الأولى لكوريا الشمالية يجريها خبير مستقل بتكليف من المجلس. إلى ذلك، نبّه قائد القوات الأميركية في آسيا والمحيط الهادئ الأميرال هاري هاريس إلى أن الأزمة مع كوريا الشمالية بلغت أسوأ مرحلة في تاريخها، لكنه رفض مقارنتها بأزمة الصواريخ السوفياتية في كوبا قبل عقود. وأبلغ الكونغرس أنه لا يشكّ في محاولة بيونغيانغ تطوير صاروخ نووي يطاول الولاياتالمتحدة، وسخر من الاعتراضات الصينية «غير المعقولة» على نشر واشنطن منظومة صواريخ «ثاد» في كوريا الجنوبية. وكان وزيرا الخارجية ريكس تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس ومدير الاستخبارات القومية دان كوتس اعتبروا كوريا الشمالية «تهديداً وطنياً وشيكاً وأولوية قصوى في السياسية الخارجية» الأميركية. واستدركوا: «تسعى الولاياتالمتحدة إلى الاستقرار ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية في شكل سلمي. ما زلنا منفتحين على المفاوضات من أجل تحقيق هذا الهدف، لكننا ما زلنا على استعداد للدفاع عن أنفسنا وحلفائنا». واتفقت سيولوواشنطن على «إجراءات عقابية سريعة» ضد بيونغيانغ، اعتبرتا أنها «لن تتحملها»، في حال إقدامها على «استفزاز استراتيجي جديد». ورأتا أن نشر «ثاد» يمضي في شكل سلس، ما يعني وفق وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن «هناك قدرات يمكنها الردّ على استفزازات كوريا الشمالية». لكن بكين رحّبت بإعلان واشنطن استعدادها لتسوية الأزمة مع بيونغيانغ عبر حوار، فيما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كوريا الشمالية ودولاً أخرى إلى تجنّب أي سلوك أو خطاب قد يؤدي إلى تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال بوتين بعد لقائهما في موسكو إنه يرغب في استئناف المحادثات السداسية لتفكيك البرنامج النووي للدولة الستالينية.