أسدل الأردن أمس الستار على ملف خطف سفيره لدى ليبيا فواز العيطان الذي أطلقته فجر أمس مجموعة ليبية مسلحة، في مقابل الإفراج عن سجين ليبي سبق أن أدانه القضاء الأردني بالإرهاب. وكان العيطان، الذي أمضى في الأسر 28 يوماً، وصل صباحاً إلى مطار ماركا العسكري في عمان، حيث كان في طليعة مستقبليه نائب الملك الأمير فيصل بن الحسين وكبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين وأفراد عائلته. (للمزيد) في غضون ذلك، علمت «الحياة» من مصادر أردنية رفيعة أن عمان استدعت سفراء وطواقم ديبلوماسية أردنية من ثلاث دول عربية تشهد توترات أمنية (من دون إجراءات معلنة) هي العراق واليمن ولبنان. وقالت المصادر إن «حادثة خطف العيطان دفعت السلطات إلى بحث نقاط القوة والضعف الخاصة في أمن السفارات الأردنية، خصوصاً لدى الدول التي تشهد توترات وأحداث عنف». وأضافت المصادر أنه «جرى خلال الفترة الماضية تكثيف الإجراءات الأمنية على السفارات الأردنية في مختلف الدول، وأنه تقررت إعادة سفراء وديبلوماسيين كبار من العراق واليمن ولبنان». وأوضحت أن «تهديدات مباشرة وغير مباشرة وصلت إلى السفراء وطواقم السفارات الأردنية في الدول الثلاث». وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «لدى المملكة هواجس حقيقية تتمثل في حماية السفارات الأردنية في كل مكان، والتعامل مع أي تهديد محتمل مباشر أو غير مباشر». وأضاف أن «الحكومة بدأت اتخاذ إجراءات أمنية مشددة على سفاراتها وبعثاتها الديبلوماسية، خصوصاً في الدول التي تشهد توتراً». وذكر أن «هناك طواقم أمنية وسيارات مصفحة تم إرسالها إلى سفارات أردنية في أكثر من بلد، وسيتم اتخاذ إجراءات مماثلة لدى سفارتنا المعتمدة في ليبيا». وكان العيطان قال في تصريحات ل «الحياة»، معلقاً على ظروف اعتقاله: «كنت في سجن اختاره لي القدر، وكان السبب حرية أحد المعتقلين الليبيين، الذي كان محتجزاً هنا»، في إشارة إلى الجهادي محمد الدرسي، الذي كان مسجوناً لدى الأردن منذ أكثر من 7 سنوات. وأضاف أن «الحادثة كانت منعزلة وتخص عائلة معينة كانت تعتقد، وربما اجتهدت وأخطأت، أن خطفي هو الحل الأمثل لإطلاق سراح ولدها. والمؤكد أن الحادث لن يؤثر في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين». وتابع: «الحمد لله أن عدت إلى أحضان أهلي ووطني وعاد الأخ الدرسي إلى أهله ووطنه». ومضى يقول: «لقد التقيت الدرسي اليوم (أمس) قبل مغادرتي طرابلس، وكنا سعيدين لأن كل واحد منا عاد إلى عائلته بطريقة رائعة جداً لم يحدث فيها أي مضاعفات، وتعانقنا أنا وهو وتمنيت له كل الخير». وعما إذا كان سيعود إلى ليبيا، أجاب: «حتى الآن الأمر غير معروف، لكن ربما. المؤكد أنني لا أجد ما يمنع العودة، وما جرى كان عرضياً».