أطلق سراح السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان أمس، ضمن صفقة سلم خلالها الأردن الجهادي الليبي محمد الدرسي المسجون في المملكة منذ أكثر من سبع سنوات بتهمة الإرهاب، ليقضي بقية عقوبته في سجون ليبيا، وكان العيطان خطف في منتصف إبريل في طرابلس، فيما تعاني ليبيا عمومًا من انعدام الأمن منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، ووصل العيطان على متن طائرة أردنية إلى مطار ماركا في عمان، وكان في مقدمة مستقبليه نائب الملك الأمير فيصل بن الحسين، وكبار المسؤولين الأردنيين، وأفراد عائلته وقال العيطان -الذي بدا عليه التعب- للصحافيين: «لقد عاملوني (الخاطفون) بطريقة حضارية وإنسانية وبارك الله فيهم»، وأضاف وسط الزغاريد وهتاف عائلته بحياة الملك: إن الملك (عبد الله الثاني) وراء هذا (الإفراج)، وكل الحكومة ومؤسساتها التي تعمل بجد وإخلاص من أجل أبناء هذا الوطن. وحول هوية الخاطفين، اكتفى العيطان بالقول: «إنهم من قبل عائلة الدرسي»، وأضاف: ليس لدينا أي ثأر (في ليبيا)، وهم ليس لديهم أي ثأر عندنا. وحول إمكانية عودته لممارسة مهام عمله في ليبيا، قال: لم لا، ولكن ستكون الأمور مختلفة، مشيرًا إلى أن الأوضاع لا تسر كثيرًا في ليبيا، وكان وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأردني خالد الكلالدة أعلن أن بلاده سلمت السلطات الليبية الأسبوع الماضي، الجهادي الليبي «محمد الدرسي»، المسجون لديها منذ أكثر من سبع سنوات لإمضاء باقي عقوبته في السجون الليبية، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي تطبيقًا للاتفاقية التي جرى توقيعها مع الجانب الليبي قبل عشرة أيام، والتي تنص على تبادل المعتقلين، وكانت الحكومة الليبية أقرت في الثامن من مايو اتفاقا لتبادل معتقلين مع الأردن، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على خطف العيطان، والذي طلب خاطفوه لقاء الإفراج عنه إطلاق سراح جهادي ليبي معتقل في الأردن، لكن الحكومة الليبية لم تقدم حينها مزيدًا من التفاصيل حول الاتفاق الذي قد يكون على علاقة بخطف العيطان، ولم تعلق طرابلس على الفور على عملية التبادل، وردًا على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يرغب وزير العدل الليبي صلاح المرغني بالإدلاء بأي تصريح حول الموضوع، ولم تتبن أي جهة عملية خطف السفير الأردني، لكن مصادر ليبية لم تستبعد حينها أن تكون عملية خطف العيطان على صلة بمطلب الإفراج عن الجهادي الليبي محمد الدرسي، المسجون في الأردن منذ أكثر من سبع سنوات. والدرسي كان محكومًا في المملكة، منذ 2007 بالسجن المؤبد بتهمتي «القيام بأعمال إرهابية»، و«حيازة مواد مفرقعة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع»، بعد أن اتهم بمحاولة وضع متفجرات في قاعة استقبال في مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوبعمان). من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عدم وجود علاقة بين تسليم المحكوم الليبي في الأردن محمد الدرسي إلى بلاده وبين تحرير السفير الأردني الذي كان مختطفا في ليبيا فواز العيطان. وقال في مؤتمر صحفي في عمان: "كانت هناك مساع بين الدولتين لتسليم الدرسي قبل خطف السفير"، وأكد: "أبتعد عن كلمة تبادل وكلمة صفقة"، مشددا: "العيطان سفير وليس مجرما ليتم تبادله". وأشار جودة إلى أن نجاح جهود تحرير السفير سببه "الدبلوماسية الهادئة"، نافيا وجود تدخل أجنبي في هذا الشأن. كما نفى تعامل الحكومة مع الخاطفين وأكد أن التعامل كان يتم مع الدولة الليبية. وأرجع قلة التواصل مع الإعلام خلال الأزمة إلى الحفاظ على سلامة السفير وأحيانا لعدم توافر معلومات جديدة، موضحا أن بعض المعلومات غير الدقيقة التي كانت تتداولها وسائل الإعلام كانت تؤثر سلبا على معنويات ذوي السفير. وأضاف: "يتم اتخاذ كافة الإجراءات للتعامل مع التهديدات المباشرة وغير المباشرة لسفاراتنا بالخارج".