رغم أن المظاهر العامة ل«عيد الحب» أو مسافر «الفلانتاين» لا تعتبر جزءاً من ثقافة المجتمع السعودي، وتأتي غريبة أو مجهولة حتى لبعض أفراده، إلا أن آخرين - ورغم رفضهم الاحتفال أو التفاعل بأي شكل مع هذه المناسبة التي يصرون على حرمتها - يبدون تذمراً من التشديد الكبير المفروض على المدارس أو محال الهدايا في اليوم المخصص ل«الحب». إذ أصدرت عدد من مدارس البنات في السعودية قبل أيام من المناسبة، خطابات تشدد فيها على منع ارتداء كل ما هو أحمر، ويصبح هذا اللون يوم «عيد الحب» في مدارس البنات من الممنوعات والمخالفات التي تستوجب المصادرة حتى لو كان قلما وليس فقط القلوب والورود الحمراء أو كل ماله علاقة بالقلب وأشكاله. تقول هتون عبد العزيز الطالبة في المرحلة الثانوية إنها معتادة على شرب أحد المنتجات الغازية التي لا تباع إلا في علبتها الحمراء، لكنها فوجئت العام الماضي «يوم عيد الحب» عند تفتيش الحقائب المدرسية للطالبات بمصادرة علبة المشروب بحجة لونها قبل أن تُتهم بأنها تعمدت اختيار هذا المشروب رغبة بالاحتفال. بينما تستغرب سارة (طالبة في المرحلة الثانوية) أن يقرر المسؤولون في مدرستها مصادرة حقيبتها المدرسية لمجرد أن لونها أحمر، وتقول: «منذ بداية العام الدراسي وأنا أحمل حقيبتي، ولم يخبرني أحد بأنها مخالفة للتعليمات، لكن معلمتي فاجأتني بإلقاء كتبي على الأرض، ومصادرة الحقيبة في يوم عيد الحب الماضي». وأضافت متسائلة: «ما دخل الحقيبة بعيد الحب؟ ولماذا في هذا اليوم بالذات تصبح من الممنوعات، وبعد هذا اليوم يصبح حملها أمراً عاديا؟». وتستنكر الجوهرة (وهي طالبة جامعية) تشدد بعض المدارس في منع كل ما هو أحمر وتعقب: «في هذا اليوم بالذات تزداد الحساسية من كل ما هو أحمر». وبدورها ترفض مديرة الثانوية ال13 لمعه الجهني الطرق التعسفية لمنع مظاهر عيد الحب، من مصادرة لكل ما هو أحمر مثل الحقائب أو شرائط الشعر، حيث ترى أن الأهم من ذلك محافظة الطالبة على زيها المدرسي، وترفض تهويل الموضوع حتى لا تلجأ لاتخاذ إجراءات ضد الطالبة، مشددة على أهمية دور المدرسة في النصح والتوجيه قبل يوم الفالنتاين وذلك عبر الندوات والإذاعة المدرسية وتوجيه الطالبات بأن الاحتفال بهذا اليوم يتنافى مع الدين الإسلامي، وأن ديننا يأمرنا بالحب طوال العام، مشيرة بأن هذا العام يتوافق يوم الفالنتاين مع مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي وصفته بالجيد حيث ستنشغل الطالبات بالمولد وتذكيرهن بحب الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته. لكن الجهني تشدد على رفض مظاهر الاحتفال العلنية بعيد الحب من قيام الطالبات بإحضار مأكولات أو مشروبات خاصة في مظاهر احتفالية، مؤكدة أن ذلك يوجب العقاب، لكن لا يوجد مانع من أن تعبر الطالبات عن مشاعرهن لأسرهن وزميلاتهن ومعلماتهن بعبارات جميلة طوال العام وليس في يوم واحد فقط. في الوقت نفسه ترى الجهني بأن انشغال الطالبات في هذا التوقيت بالاختبارات في مدينة جدة يؤدي في الغالب إلى انشغالهن عن مثل هذه المناسبات والتركيز على الدراسة.