أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه «يمدّ يده» لنظيره الأميركي دونالد ترامب، معرباً عن رغبته في إجراء «محادثة شخصية» معه، ومؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده «لن تستسلم». وكان ترامب وصف مادورو ب «قائد سيّء يحلم بأن يصبح ديكتاتوراً»، مؤكداً أن واشنطن «تقف إلى جانب شعب فنزويلا في سعيه إلى إعادة بلاده إلى درب الديموقراطية الكاملة والازدهار». وفرضت واشنطن عقوبات على كراكاس، طاولت مسؤولين بينهم شقيق للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز. تصريحات مادورو وردت خلال أول لقاء له مع الجمعية التأسيسية التي بدأت أعمالها قبل أسبوع ومُنحت صلاحيات واسعة، بينها صوغ دستور جديد وحلّ البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. وقال: «بصفتي رئيساً للدولة، أُخضِع نفسي لسلطات هذه الجمعية التأسيسية، وأُقرّ بسلطاتها المطلقة السيادية والأصيلة والهائلة. هذه الجمعية وُلدت ولادة عنيفة». واعتبر أن الجمعية هي السبيل الوحيد لضمان السلام والرخاء في فنزويلا، بعد احتجاجات مناهضة للحكومة أوقعت أكثر من 125 قتيلاً. ودعا إلى إطار حكم جديد يستهدف «تنقيح دستور 1999»، وخاطب رئيسة الجمعية ديلسي رودريغيز، وهي ايضاً رئيسة الحزب الاشتراكي الحاكم، قائلاً: «سيدتي الرئيسة، أنا في خدمتكم التامة». وعرض قانوناً يُعاقب كل شخص «يعبّر عن كراهية وتعصب وعنف» بالسجن بين 15 و25 عاماً. وأكد تطبيق «قضاء قاس» ورفع الحصانة عن النواب والمسؤولين المنتخبين الآخرين المُتهمين بالعنف خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وتابع مادورو: «إذا كان (ترامب) مهتماً إلى هذا الحدّ بفنزويلا، فأنا هنا. انا قائد ما يهمه. سيّد دونالد ترامب، هذه يدي». وطلب من وزير الخارجية خورخي أريازا ترتيب «محادثة شخصية مع دونالد ترامب»، يفضّل اجراءها هاتفياً. واستدرك أنه أمر مسؤولين بتنظيم لقاء مباشر مع ترامب، «إذا كان ذلك ممكناً»، عندما يكون رئيسا الدولتين في نيويورك من أجل حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأعرب عن أمله بإقامة علاقات «طبيعية» مع الولاياتالمتحدة، مستدركاً ان بلاده «ستردّ وسلاحها بيدها» على اي اعتداء محتمل. وأضاف: «فنزويلا لن تستسلم ابداً. على الإمبراطورية الأميركية ان تدرك ذلك». واتهم واشنطن بتدبير «هجوم ارهابي» استهدف قاعدة عسكرية في فنزويلا الأحد، وزاد في إشارة الى الأميركيين: «استأنفوا اللجوء الى وسائل وحشية تتمثل بانقلاب». الى ذلك، اعلن مصرف «كريدي سويس» السويسري انه منع وسطاءه من ابرام اي صفقات مرتبطة بديْن فنزويلا او منتجاتها المالية التي تصدرها الحكومة. وسيدقق المصرف في كل علاقاته مع الحكومة الفنزويلية والكيانات المرتبطة بها، للتأكد من عدم المجازفة بسمعته، علماً انه يأمل بتجنّب وضع واجهته مجموعة «غولدمان ساكس» المصرفية التي تعرّضت لانتقادات بعدما اشترت سندات اصدرتها الشركة النفطية الفنزويلية. وكانت السلطات الأميركية عاقبت المصرف السويسري بسبب علاقاته التجارية مع قادة وأنظمة مدرجة على اللائحة السوداء للولايات المتحدة.