قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس (الخميس) أنّه يريد إجراء محادثة شخصيّة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، الذي فرض عليه عقوبات، بسبب اتّهامه له بتقويض الديموقراطية في فنزويلا. وأضاف مادورو: «إذا كان ترامب مهتماً إلى هذا الحدّ بفنزويلا، فأنا هنا. سيّد دونالد ترامب، هذه يدي». وطلب مادورو من وزير خارجيّته خورخي أريازا ترتيب تلك المحادثة الشخصيّة مع ترامب، مؤكداً انه سيطعن أمام محكمة أميركيّة في العقوبات التي فرضها عليه ترامب. وكشف مادورو في حديثه أمام الجمعية التأسيسية الجديدة التي تم انتخابها الشهر الماضي، أنه أعطى أيضاً أوامر إلى المسؤولين من أجل أن ينظموا لقاءً له مع ترامب عندما يكون الزعيمان في نيويورك من أجل حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 أيلول (سبتمبر) المقبل. وكان ترامب وصف الرئيس الفنزويلي بأنه «قائد سيّئ يحلم بأن يصبح دكتاتوراً»، مؤكّدًا أنّ واشنطن تقف إلى جانب شعب فنزويلا في سعيه إلى إعادة بلاده إلى درب الديموقراطية الكاملة والازدهار. إلى ذلك، أقر مادورو بالجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها «الحزب الاشتراكي» بوصفها «أقوى مؤسسة بالدولة»، في ظهوره الأول لتلك الهيئة التشريعية التي بدأت أعمالها قبل ستة أيام وسط انتقادات واسعة. وأوضح مادورو: «بصفتي رئيساً للدولة، فإنني أخضع نفسي لسلطات هذه الجمعية التأسيسية وأقر بسلطاتها المطلقة السيادية والأصيلة والهائلة». وقال مادورو إن الجمعية التأسيسية هي السبيل الوحيد لضمان السلام والرخاء في البلاد بعد اضطرابات واحتجاجات مناهضة للحكومة على مدى أربعة أشهر، ما أدى إلى سقوط أكثر من 120 قتيلاً. ودعا إلى إطار حكم جديد يهدف إلى «تنقيح دستور 1999». ورسخت الجمعية الجديدة في أولى جلساتها في الخامس من آب (أغسطس) الجاري مخاوف المعارضة من سعيها لتعزيز قبضة مادورو على السلطة عندما أقالت النائب العام لويزا أورتيغا، معارضته الرئيسة داخل الائتلاف الاشتراكي الحاكم وصدر أمر بمحاكمتها. واتهمت أورتيغا الرئيس بانتهاك حقوق الإنسان بعد أن بدأت المحكمة العليا الموالية له في إلغاء قوانين كان قد أقرها الكونغرس هذا العام. واختير محقق حقوق الإنسان طارق صعب، ليحل محل أورتيغا بعد انتقاد ما وصفه «بتواطؤها وسلبيتها» في وجه إراقة الدماء خلال الاحتجاجات. وتتهم المعارضة صعب بتجاهل انتهاكات الحكومة. وتُحمّل المعارضة الفنزويلية مادورو مسؤوليّة أزمة اقتصادية حادّة تعانيها البلاد التي انهار اقتصادها جرّاء تدهور أسعار النفط الذي يدرّ أكثر من 95 في المئة من عائدات فنزويلا من العملة الأجنبيّة.