قوبل تنحي الرئيس المصري حسني مبارك بالترحيب في انحاء مختلفة من العالم وكذلك في الغرب حيث كان الترحيب مشوبا بالحذر بشأن تطورات الوضع في مصر بينما عبرت ايران ومنظمات اسلامية عن ارتياحها الى هذا الحدث. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان مصر "لن تعود ابدا كما كانت" داعيا الجيش المصري الى ضمان عملية انتقالية "تتصف بالصدقية" نحو الديموقراطية بعد تنحي مبارك. وقال اوباما في كلمة في البيت الابيض بعد ساعات من تنحي مبارك ان "شعب مصر قال كلمته واسمع صوته (...) المصريون قالوا بوضوح انهم لن يقبلوا بشيء باستثناء ديموقراطية فعلية"، منبها الى ان مصر تنتظرها "ايام صعبة". واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان الحكومة الايرانية "تخشى ارادة شعبها"، مشيرا الى احتمال انتقال التحركات الشعبية الى ايران. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان "الشعب المصري اسمع صوته وخصوصا الشباب الذين يعود اليهم ان يحددوا مستقبل بلدهم"، مؤكدا انه يحترم "قرارا صعبا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري". ودعا الى "عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية" مبديا امله في عودة سريعة الى النظام المدني. ورحب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن باستقالة الرئيس المصري معتبرا انه "يوم تاريخي" تشهده مصر. وقال في اول رد فعل اميركي على تنحي مبارك انها "لحظة مصيرية" في الشرق الاوسط، لكنه نبه الى ايام مقبلة "حساسة ستكون تداعياتها كبيرة". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان مبارك "استمع لصوت الشعب" مما يفتح الطريق امام "اصلاحات اوسع واعمق". من جهتها رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "تغيير تاريخي" داعية النظام المصري المقبل الى احترام "امن اسرائيل" ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه "يجب التقدم بتجاه حكومة مدنية وديموقراطية" في مصر. واشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار "الشجاع والضروري" الذي اتخذه مبارك وعبر عن امله في ان تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات "حرة وشفافة" تسمح بمجيء مؤسسات ديموقراطية. واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن انه يرحب بقرار مبارك معبرا عن ثقته بان مصر ستبقى "قوة للاستقرار والامن" في المنطقة. ودعت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الى "عملية انتقالية سريعة وسلمية" الى الديموقراطية بينما قال نظيرها السويدي كارل بيلت ان "ما سيجري الآن في مصر سيكون حاسما للامكانات الديموقراطية في مصر". ورحبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني ايسبرسن "بالقرار السليم" الذي اتخذه الرئيس بتخليه عن السلطة، داعية القيادة الجديدة للبلاد الى "مد اليد" الى المعارضة. ورحب وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا بتنحي مبارك داعيا الى "نشر الديموقراطية في مصر" وتنظيم انتخابات سريعة واعرب عن ثقته بان القوات المسلحة المصرية ستضمن "انتقالا هادئا للسلطة". ورحبت رئيسة وزراء استرالية جوليا غيلارد ووزير الخارجية كيفين راد في بيان مشترك ب"يوم استثنائي لشعب مصر" واضافا ان "المصريين طالبوا بالملايين بالتغيير، بمجتمع منفتح وديموقراطي يقدم فرصا اكبر لشعبه". وشدد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر على ضرورة اجراء انتخابات حرة ونزيهة واحترام حقوق الانسان في مصر بما فيها حقوق الاقليات. واشاد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بقرار مبارك التنحي معتبرا انه "فكر كزعيم ووضع مصالح مصر فوق مصالحه الخاصة". وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر بيكاس انه يأمل ان تنظم مصر "انتخابات ديموقراطية وحرة". وصرح الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر "نريد ان يعلم المصريون انهم يحظون بدعم الاسرة الدولية في وقت يسلكون الطريق الصعب لبناء امة ديموقراطية حقا". واعلنت سويسرا تجميدا "فوريا" لحسابات حسني مبارك والقريبين منه في الاتحاد ولمدة ثلاث سنوات لتجنب اي احتمال "لاختلاس ممتلكات للدولة المصرية". وبعد الاعلان عن استقالة مبارك استأنفت بورصة نيويورك ارتفاعها وعوضت الخسائر التي سجلتها عند الافتتاح وحذت بورصة لندن حذوها. اما اسرائيل التي تخشى تصاعد التيار الاسلامي مستفيدا من التغييرات في مصر فتبنت موقفا اكثر اتجاها الى الحذر وعبرت عن املها في ان تجري المرحلة الانتقالية التي بدأت في مصر "بدون هزات". وكرر مسؤول اسرائيلي ضرورة الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل التي وقعت العام 1979 والتي رأى انها "تخدم مصالح البلدين وتشكل ضمانا للاستقرار في المنطقة برمتها". وامل وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان "تتواصل العملية الانتقالية (في مصر) في شكل سلمي ومنظم" واصفا استقالة مبارك بانها "تطور مهم للشعب المصري وتطلعاته الديموقراطية المشروعة". واعربت الحكومة البرازيلية عن تضامنها مع الشعب المصري داعية الى انتقال سياسي "في اجواء من السلام والهدوء". ودعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المصريين الى "التفاهم الوطني" و"المسؤولية"، معتبرا ان "عملية ارساء الديموقراطية" بعد استقالة مبارك ستكون "صعبة وشاقة". في المقابل رحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) برحيل حسني مبارك معتبرة انه "بداية انتصار الثورة" بينما شهد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس مظاهر فرح. ودعا سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة "القيادة المصرية الجديدة الى اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة وفتح المعبر المصري الى الابد". بدوره اعتبر اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس ان "مصر تكتب تاريخا جديدا للامة و ان الحصار على غزة بدا يترنح". وفي الوقت نفسه، رأت ايران ان المصريين حققوا "انتصارا عظيما". وقالت ان "ما حققته الامة المصرية الكبيرة بارادتها رغم مقاومة (...) المسؤولين المرتهنين للقوى الكبرى، يشكل انتصارا عظيما". وتحدث الاخوان المسلمون في الاردن عن "درس للكثير من الانظمة العربية" بينما تظاهر نحو 500 شخص امام مقر السفارة المصرية في عمان، بينهم مصريون. وقام عدد من المشاركين بتوزيع الحلوى والورود وإطلاق الالعاب النارية. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان ان السودان يحترم "ارادة الشعب المصري" لتحقيق "تطلعاته المشروعة الى الكرامة والحرية والاستقرار والسلام". واضافت ان "الانتقال السلمي للسلطة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة يعكس الارادة الوطنية". وفي تونس التي شهدت حركة احتجاجية اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، جاء رد الفعل الشعبي بسرعة وشهدت الشوارع حالة من الفرح فيما وجهت الحكومة التونسية "تحية الى نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه"، في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وسجلت مظاهر فرح في بيروت من اطلاق ابواق السيارات والالعاب النارية وهنأ حزب الله اللبناني المصريين ب"انتصارهم التاريخي". وعبرت تركيا بلسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو عن "تهانيها" للشعب المصري وقالت انها تأمل في "حكومة" تلبي تطلعات الشعب المصري. وقالت قطر انها "تحترم ارادة وخيار الشعب المصري" وعبرت عن املها في ان تتمكن مصر من ان "تلعب من جديد دورها القيادي في العالم العربي والاسلامي". وتجمع آلاف الوافدين المصريين والعرب في العاصمة القطرية ابتهاجا بتنحي مبارك حاملين لافتات عبروا فيها عن البهجة بتنحي مبارك ورفعوا الاعلام المصرية فيما حمل بعضهم ايضا صور الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر. وهتفت مجموعات من الشباب "مصر مصر حرة والحرامية برة" و"تحيا مصر" و"الشعب المصري اسقط النظام". واكدت الامارات العربية المتحدة دعمها لمصر و"ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على ادارة شؤون البلاد" و"حرصها الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر". وعبر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن امله في "انتقال سلمي" يقود مصر الى نظام ديموقراطي. وفي باريس احتفل حوالى 300 شخص معظمهم من اصل مصري في وسط باريس بتنحي الرئيس المصري. وقال سالم محمد (52 عاما) الذي قال انه منظم التجمع "نحن سعداء جدا بحريتنا ورحيله امل في ديموقراطية لبلدنا وللعالم العربي". ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب اعلام مصر وكانوا يرقصون ويغنون ويتبادلون القبل. كما تجمع اكثر من مئة مصري امام سفارة بلادهم في واشنطن احتفالا برحيل مبارك واشادوا بدعم باراك اوباما للمتظاهرين في مصر.