تولّت الجمعية التأسيسية مزيداً من السلطات في فنزويلا، بعدما أعلنت نفسها هيئة عليا لكل المؤسسات الحكومية في البلاد، بما في ذلك البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. وأقرّت قانوناً لتشكيل «لجنة تقصي حقائق» لمحاكمة قادة المعارضة. وأتى المرسوم الذي أصدرته الجمعية، بعد ساعات على سيطرة ممثلين للجمعية على البرلمان، ورفعهم صوراً للرئيس الراحل هوغو تشافيز. وقالت رئيسة الجمعية ديلسي رودريغيز، وهي زعيمة الحزب الاشتراكي الحاكم، إن المرسوم الذي أُقرّ بالإجماع يُحظّر على النواب اتخاذ أي إجراء يتعارض مع قوانين تمرّرها الجمعية. وقال أريستوبولو إستوريز، النائب الاول لرئيسة الجمعية: «لا نهدّد احداً. اننا نبحث عن سبل للتعايش». لكن النائب المعارض ستالين غونزاليس كتب على موقع «تويتر»: «هذه الحكومة تغزو الأماكن التي تعجز عن الفوز بها في شكل مشروع». وكانت الجمعية التأسيسية أمرت بإقالة المدعية العامة لويزا أورتيغا، المناهضة لمادورو، وشكّلت «لجنة لتقصي الحقائق» ستحاكم قادة المعارضة، متعهدةً «دعم» الرئيس و «التضامن» معه. وجمع مادورو وزراء خارجية الدول ال11 الحليفة لبلاده في «التحالف البوليفاري لشعوب أميركا» (ألبا)، بينها كوبا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا وعدد من دول الكاريبي، ورأوا في تشكيل الجمعية التأسيسية «فعلاً سيادياً»، متحدثين عن مؤامرة «إمبريالية» تستهدف فنزويلا، وداعين إلى «حوار بنّاء ومحترم». في المقابل، التقى وزراء خارجية 17 دولة من اميركا اللاتينية والكاريبي، اضافة الى كندا، في البيرو، وأصدروا بياناً أعلن رفضهم الاعتراف بالجمعية التأسيسية «غير الشرعية»، ودان «انتهاك النظام الديموقراطي في فنزويلا». واعتبر وزير الخارجية البيروفي ريكاردو لونا، أن «ما يحدث في فنزويلا ديكتاتورية»، فيما قال نظيره التشيلي هيرالدو مونيوز: «ما نريده هو إعادة تأسيس النظام الديموقراطي المهيض». الى ذلك، أعرب النجم الاسطوري لكرة القدم الارجنتينية دييغو مارادونا عن دعمه مادورو، اذ كتب على موقع «فايسبوك»: «نحن تشافيون حتى الموت. وعندما يأمر مادورو سأكون جندياً من أجل فنزويلا حرة، للقتال ضد الامبريالية ومَن يريدون الاستيلاء على راياتنا، وهي أغلى ما نملك. عاش تشافيز. عاش مادورو. تحيا الثورة». لكن ماريو كمبس، الزميل السابق لمارادونا، انتقد موقفه، إذ كتب على موقع «تويتر» مخاطباً إياه: «كيف يمكنك دعم مقتل 124 شاباً لمجرد انهم دافعوا عن حرية بلادهم وديموقراطيتها. لا للديكتاتورية! فنزويلا حرة». كما علّق الزعيم المعارض في فنزويلا إنريكه كابريلس: «إذا كان مارادونا يرغب في الحضور، فسأذهب شخصياً إلى المطار لاستقباله واصطحبه في جولة لكي يرى بنفسه الوضع في فنزويلا. ما تُسمى بالثورة لا يمكن الدفاع عنها».