بفارق 21 صوتاً، فشلت مذكرة لحجب الثقة عن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في البرلمان اليوم (الثلثاء)، بعد وقوف نواب الحزب الوطني الأفريقي الحاكم في صف زعيمهم، على رغم الانقسامات المتزايدة والانتقادات الشرسة لحكمه. وأعلنت رئيس البرلمان باليكا مبيتي، فشل اقتراح حجب الثقة الذي نال تأييد 177 صوتاً، وعارضه 198 نائباً في اقتراع سري شهد امتناع تسعة نواب عن التصويت. وبذلك يكون الرئيس الذي يتولى السلطة منذ العام 2009، وواجه مزاعم فساد نجا من تسع عمليات تصويت بحجب الثقة بفضل ولاء نواب الحزب الحاكم للرئيس. وتراجعت العملة المحلية الراند واحداً في المئة بعد إعلان نتيجة التصويت. وبذل زوما (75 عاماً) مساعي حثيثة لتفنيد التهم التي وجهتها له المعارضة بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد. ويشغل النواب التابعون لحزب المؤتمر الوطني 249 مقعداً برلمانياً من أصل 400، في حين تسيطر المعارضة على 151 مقعداً، ما يتطلب دعم 50 من نواب الحزب الحاكم للمعارضة من أجل الإطاحة بزوما وحكومته. ويشهد الحزب الذي يحكم البلاد منذ إنهاء نظام الفصل العنصري في العام 1994 انقسامات عميقة في صفوفه ووجه عدد من نوابه انتقادات علنية لزوما. لكن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب جاكسون مثمبو أكد في اجتماع اليوم قبيل حلول موعد الجلسة البرلمانية، أن الحزب متمسك بدعم زوما. ووصف زوما، الذي حضر الاجتماع، بأنه كان هادئا ومرحا. وفي المقابل، قطع المتظاهرون الشوارع بالإطارات المحترقة والحجارة تعبيراً عن معارضتهم لاستمرار الرئيس في الحكم قبيل حلول موعد التصويت. وقال رئيس حزب التحالف الديموقراطي المعارض الذي طرح مشروع سحب الثقة على البرلمان في بيان يحض فيه النواب على التصويت على الإطاحة في الرئيس أن «جاكوب زوما تسبب في تركيع شعبنا». أطيحوا في زوما في مقاطعة جوتنج حيث تقع جوهانسبرغ، المركز التجاري للبلاد والعاصمة بريتوريا، قطع المتظاهرون الطرق الرئيسة بالإطارات المشتعلة والحجارة. ونظم مؤيدون لزوما تجمعا في كيب تاون، حيث يقع البرلمان لدعمه ورفعوا لافتات كتب عليها «يجب أن يبقى زوما». وخططت أحزاب المعارضة للتظاهرة في كيب تاون للضغط باتجاه الإطاحة في الرئيس، الذي تنتهي فترة رئاسته العام 2019، عندما يحل موعد الانتخابات العامة. ونجح زوما في التغلب على ثماني جولات من التصويت لسحب الثقة منه خلال ثمانية أعوام من توليه السلطة بفضل التصويت الملتزم من نواب حزب المؤتمر الذين يشكلون غالبية قوية في البرلمان. لكن جميع جولات التصويت السابقة لم تكن سرية. وقال مثمبو في بيان إن «هذا المشروع كما المشاريع السابقة سيهزم». وقال المحلل في شركة نومورا للاستثمارات المصرفية بيتر أتار مونتالتو إن قرار التصويت السري على مشروع القانون شكل مفاجأة، لكنه توقع أن يتخطاه زوما بنجاح.