دعا حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة جلال طالباني، الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، وحركة «التغيير» إلى اجتماع لمناقشة القضايا الخلافية، وفي مقدمها الاستفتاء على الانفصال عن العراق، وتفعيل برلمان الإقليم والانتخابات. إلى ذلك، نفت حكومة كردستان أمس تلقي بارزاني اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ليبلغه رفضَ الولاياتالمتحدة القاطع الاستفتاء، على رغم أن موقع القنصلية الأميركية في أربيل نشر الخبر وتم حذفه لاحقاً. وقال عضو المكتب السياسي لحزب طالباني سعدي بيرة، في أعقاب اجتماع المجلس، مساء أول من أمس: «نأمل بعقد اجتماع ثلاثي يجمع ديموقراطيي «الحركة الإسلامية» والتغيير قريباً». وأضاف أن وفداً من حزبه «سيجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة مع الديموقراطي، تمهيداً للاجتماع». وتطالب حركتا «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» بتفعيل برلمان الإقليم المعطل منذ عامين لمناقشة الاستفتاء المزمع تنظيمه في 25 أيلول (سبتمبر) المقبل، وأعلن «الديموقراطي» في بيان استعداده لمناقشة هذا الأمر. لأن «كردستان تمضي صوب مرحلة حساسة ويسير شعبنا للمرة الأولى في تاريخه نحو تقرير مصيره من طريق الاستفتاء العام، وهذا هو المطلب التاريخي وثمرة دماء الشهداء وصمود البيشمركة الأبطال». وأضاف أن «وحدة الصف وتوافق القوى السياسية أمر مطلوب ويجب وضع الخلافات جانباً، وعلينا ترتيب أنفسنا في إطار الاستراتيجية الوطنية التي تسمو على المصالح الحزبية والسياسية». ورحب «بكل الجهود لتفعيل البرلمان وتسوية الخلافات القانونية والسياسية، ونأمل بحل المشاكل على طاولة الحوار في إطار التوافق السياسي، وأن يعقد برلمان كردستان جلساته بأقرب وقت، وأن يكون دعم الاستفتاء وتحسين الأوضاع المعيشية ورواتب المواطنين ومصير المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم على رأس جدول الأعمال». ودعا الجميع إلى «وضع مصالح المواطنين نصب عينيه خلال هذه الفترة القصيرة المتبقية أمامنا، والاستعداد لانتخابات برلمان ورئاسة الإقليم (...) ونحن واثقون من أن أفقاً مضيئاً وزاهراً في انتظارنا عبر وحدة الصف والبيت الكردستاني». ونفت رئاسة الإقليم في بيان أن يكون بارزاني تلقى اتصالاً هاتفياً من تيلرسون، وجاء هذا النفي بعدما بثت القنصلية الأميركية في اربيل خبراً مفاده بأن تليرسون أجرى اتصالاً هاتفياً ببارزاني «وبحثا في جملة أمور وأبلغ إليه رفض واشنطن الاستفتاء»، وأكد مسؤولون أكراد أن الولاياتالمتحدة تعترض على التوقيت فقط. وقال الناطق باسم رئاسة الإقليم أوميد صباح: «لا صحة للأنباء التي أشارت الى اتصال هاتفي بين بارزاني وتليرسون قبل نحو يومين ولا أساس لها من الصحة». من جهة أخرى، أعلن النائب عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري أمس رفض الاستفتاء، معتبراً أنه «محاولة لتصدير أزمة الإقليم»، وقال في بيان: «نجدد رفضنا القاطع عملية الاستفتاء في هذا الوقت، لأن قادة الحزب الديموقراطي يستخدمون سياسة ليّ الأذرع»، وأضاف أن «محاولة إجراء الاستفتاء في المناطق التابعة لنينوى انتهاك صارخ للدستور والقانون». وزاد: «يجب أن يكون للحكومة المركزية دور في وقف مثل هذه الانتهاكات تجاه نينوى وحدودها الإدارية». وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي الأسبوع الماضي أن الاستفتاء المزمع تنظيمه في كردستان «غير دستوري، ولن نتعامل معه»، وهو ما يزيد الضغوط على حكومة الإقليم التي تستعد لتشكيل وفود للتفاوض مع بغداد.