حذّر «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني، من «وعود كاذبة» تطلقها حكومة كردستان لحل الأزمات التي تواجه الإقليم، فيما دعا الحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، القوى المقاطعة اجتماعات تُجرى لتقريب وجهات النظر، إلى الابتعاد من سياسة «فرض الإرادة» والعودة إلى الحوار. وأجرى وفد أميركي - أوروبي أمس، لقاءات مع قادة القوى الكردية في إطار وساطة لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالإقليم منذ أشهر، حضّ خلالها الأطراف على تأجيل النظر في خيار الاستقلال والبقاء في كنف «الوحدة العراقية»، تزامناً مع العودة إلى المفاوضات مع بغداد. وقال سكرتير المجلس المركزي لحزب «الاتحاد الوطني» عادل مراد، في بيان أمس: «لم نعد نملك التعابير لوصف هذه المأساة التي يعيشها الإقليم في ظل هذه الحكومة والأحزاب، التي تدّعي من دون وجه حق أنها تمثّل الشعب، وتتحدّث باسمه». وأضاف أن «الحكومة التزمت الصمت إزاء صوت المواطنين وأنين الأطفال، وتطالبهم بمزيد من الصبر والتحمّل، فضلاً عن أنها عجزت عن صرف مستحقات الموظفين منذ خمسة أشهر، انقلبت على المؤسسات الشرعية للشعب، وشلّت أعمال البرلمان والحكومة، وهي تطلق الوعود الكاذبة لمواجهة غضب الشارع الذي قد ينفجر». وزاد: «بعد كل مراحل النضال ضد الديكتاتورية، لم نعرف أن أصحاب تلك الرسالة اليوم أصبحوا تجاراً وبنوا قصوراً في الإقليم ودول الغرب على حساب قوت الشعب». وأفرجت السلطات الأمنية في أربيل أمس، عن سبعة ناشطين بتهمة التظاهر من دون ترخيص، احتجاجاً على عدم صرف الرواتب، بالتزامن مع إعلان أساتذة في جامعة السليمانية الإضراب، ضمن احتجاجات شبه يومية تشهدها المحافظة منذ أشهر، وأعلنت مديرية التربية أن نصف مليون طالب حرموا من الدراسة بسبب الإضرابات. وعقدت لجنة عليا شكلت خلال اجتماع للقوى السياسية برئاسة بارزاني، الأسبوع الماضي، قاطعته حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية»، أول لقاء لمناقشة إعادة تفعيل البرلمان وإعداد تقرير شامل للحلول المطروحة للأزمتين المالية والسياسية والاستفتاء حول الاستقلال، قبل السادس من الشهر الجاري، بغية رفعها إلى اجتماع ثان تعقده الأطراف السياسية. وقال سكرتير المكتب السياسي للحزب «الديموقراطي الكردستاني» فاضل ميراني، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع وفد الاتحاد الأوروبي، إن «الوفد يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين قوى الإقليم». وأضاف: «نأمل من كتل التغيير والجماعة الإسلامية المشاركة في الاجتماع المقبل، وعلينا أن نقرّ بأننا شركاء، لكن لا يجوز ممارسة سياسة فرض الإرادة، ونحن قررنا أن نذهب صوب الاتفاق». وقال ملا بختيار، مسؤول الهيئة العاملة في حزب طالباني، إن «بارزاني أبدى مرونة لإعادة تفعيل عمل البرلمان، وتعهّد عدم استخدام الفيتو في مواجهة أي من الكتل البرلمانية».