تعهدت أنقرة اجتثاث متشددين يتآمرون على بكين، معتبرة أن أمن الصين بمثابة أمنها، ووعدت بوقف تقارير مناهضة لها في وسائل إعلامها. أتى ذلك خلال مؤتمر صحافي لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد لقائه نظيره الصيني وانغ لي في بكين، علماً أن تصريحاته اعتُبِرت إشارة الى مسلمي أقلية الأويغور الناطقة بالتركية في إقليم شينغيانغ الصيني. وتوترت العلاقات بين أنقرةوبكين، بسبب إيواء تركيا لاجئين من الأويغور وحملتها لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، حليف الصين. ويُعتقد بأن مئات من الأويغور انضموا إلى «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، فيما أعلن آخرون ولاءهم لتنظيم «داعش» أو انحازوا إلى فصائل أصغر حجماً في النزاع السوري. وذكّر جاويش أوغلو بأن تركيا واحدة من الدول التي تقدّم أبرز دعم ل «سياسية الصين واحدة»، وأضاف: «نعتبر أمن الصين بمثابة أمننا، ولا نسمح إطلاقاً بأي نشاطات سلبية تستهدفها أو تعارضها، في بلادنا أو الأراضىي التي تسيطر عليها تركيا. وسنتخذ إجراءات لوقف أي تقارير إعلامية تستهدفها». وأشار إلى تواصل تعزيز تعاون أمني بين البلدين، وعزمهما على تعزيز علاقاتهما التجارية. وأيّد جاويش أوغلو «إجراءات الصين» في محاربة «داعش» والتوصل الى تسوية سياسية في سورية. وتابع أن أنقرة تشاطر بكين الرؤية ذاتها في ملفات إقليمية كثيرة، معرباً عن رغبته في أن يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ تركيا، تلبية لدعوة من نظيره رجب طيب أردوغان. وأشار الى حاجة تركيا إلى منتجات صينية، لا سيّما الزراعية، مبدياً رغبة بلاده في تشييد محطة نووية ثالثة، بالتعاون مع بكين. وأعلن أن البلدين ينفذان مشاريع مهمة، بينها إعادة إحياء طريق الحرير، لافتاً الى أن تركيا «تنتظر زيارة 3 ملايين سائح صيني». وشدد وانغ على أن «تعميق تعاوننا في مكافحة الإرهاب والأمن، هو الجزء الأساسي» للعلاقات بين البلدين. لكن «مؤتمر الأويغور العالمي»، وهو منظمة للدفاع عن تلك الأقلية في الخارج، أعرب عن أمله بألا يؤدي تعهد الصينوتركيا التعاون أمنياً، الى المسّ بالحقوق المشروعة للاجئين الأويغور. وقال ناطق باسم المنظمة: «تعليقات وزير الخارجية التركي فاجأتنا وأقلقتنا». الصين تستهدف استخدام ضغط اقتصادي لتقييد الحقوق السياسية للأويغور، لكننا ما زلنا نأمل بأن يواصل الشعب التركي وقوفه مع الأويغور ودعمه لنا». وكان أردوغان اتهم بكين عام 2009 بارتكاب «إبادة جماعية» في حق الأويغور، مثيراً غضبها. وتوترت العلاقات بين الجانبين مجدداً عام 2015، بعدما منحت تركيا اللجوء إلى لاجئين من الأويغور احتُجزوا في تايلاند وطالبت الصين باستعادتهم. لكن علاقاتهما تحسّنت.