بكين، أنقرة - رويترز، أ ف ب - أكدت الصين أمس، ان الانفصاليين الأويغور الذين اتهمتهم بافتعال أعمال العنف في اورمتشي، عاصمة إقليم شينغيانغ (شمال غربي) الأحد الماضي، تلقوا تدريبات في الخارج على أيدي مقاتلي تنظيم «القاعدة» وهم على اتصال دائم مع قادة التنظيم الارهابي. وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية كين غانغ على ان بلاده تواجه على غرار مناطق أخرى في آسيا «القوى الثلاث المتمثلة في التطرف والنزعة الانفصالية والإرهاب»، مذكراً بمساهمة بكين في التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب، في وقت رأت جماعات لحقوق الإنسان ان الصين استغلت دعمها ل «الحرب على الإرهاب» بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 لتبرير حملتها ضد الأويغور. ودعا الرئيس الصيني هو جينتاو الذي أجبرته الاضطرابات في شينغيانغ على التغيب عن قمة مجموعة الدول الثماني المنعقدة في مدينة لاكويلا الإيطالية، الى عزل «الجماعة المتشددة الصغيرة» التي أثارت الاضطرابات و «توجيه ضربة قاضية إليها»، مشدداً على ضرورة تحقيق الاستقرار الاجتماعي في الإقليم الغني بالغاز الطبيعي عبر «توحيد وتثقيف غالبية سكانه الأويغور». (راجع ص 8) لكن قادة الطائفة المسلمة الناطقة بالتركية أبدوا قلقهم من إمكان تعايشهم مع قومية «الهان» الصينية في الإقليم حيث انتشر الآلاف من رجال الأمن بعد أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط 156 قتيلاً على الأقل مطلع الأسبوع الحالي. وترقب مسلمو الإقليم الإجراءات التي ستتخذها السلطات اليوم على صعيد فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة أو إقفالها، خشية استخدامها منبراً للتعبير عن عدم الرضا، ما سيعزز الشعور بالغبن لدى الأويغور. وفيما رفضت السلطات الصينية اقتراح تركيا مناقشة أحداث شينغيانغ في مجلس الأمن، ب «اعتبار ان المسألة شأن داخلي»، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انه سيثير قضية الأحداث الدموية خلال مشاركته كضيف في قمة مجموعة الثماني. وقال: «ما يحصل في الإقليم الصيني وحشي ولا يتماشى مع حقوق الإنسان، لذا لا نستطيع أن نسكت عليه»، معلناً استعداد بلاده لمنح تأشيرة دخول الى زعيمة «المؤتمر العالمي الاويغوري» ربيعة قدير التي نفتها بكين الى الولاياتالمتحدة العام 2005، وذلك بعدما صرح قائد «المجلس العالمي الاويغوري» في تركيا سيد تومتورك ان قدير أبلغته في اتصال هاتفي أجرته معه، نيتها المجيء الى تركيا. ولجأ العديد من الاويغور الى تركيا، حيث تؤيد بعض الجماعات الإسلامية والقومية مطالبهم بالحصول على وطن مستقل للاويغور في المنطقة. لكن السياسة الرسمية لتركيا لطالما دعمت وحدة الأراضي الصينية وعارضت أي حركات انفصالية. ودعا وزير الصناعة التركي نهاد ارغون الى مقاطعة البضائع الصينية احتجاجا على العنف ضد مسلمي اقليم شينغيانغ، لكن ناطقة قالت ان التصريحات تعكس الرأي الشخصي للوزير وليس سياسة الحكومة التركية.