كابول - أ ف ب - قتل جنود اميركيون ومترجم افغاني لدى تفجير انتحاري نفسه داخل مكتب الجمارك في قندهار كبرى مدن جنوبافغانستان، ما يؤكد تصاعد وتيرة أعمال العنف خلال الشهور الاخيرة في قندهار التي استهدفتها اخيراً اعتداءات انتحارية عدة تبنتها حركة «طالبان»، رداً على تنفيذ قوات الحلف الاطلسي (ناتو) منذ شهور هجمات عدة لطرد المتمردين من معاقلهم. وأعلن محمد مجاهد قائد الشرطة في قندهار ان الانتحاري المراهق فجّر نفسه قرب مجموعة من الجنود الأميركيين والمسؤولين الأفغان، مشيراً الى سحب جثث جميع الضحايا من مكان الاعتداء باستخدام مروحيات للجيش الأميركي. ويؤكد «الناتو» تحقيق قواته مكاسب كبيرة في ولايتي قندهار وهلمند الجنوبيتين والمحاذيتين للحدود مع باكستان، لكن الهجمات لا تزال تتكرر، كما يتمدد التمرد الى مناطق اعتبرت هادئة سابقاً في الشمال والغرب. الى ذلك، كشف «الناتو» مقتل طفل من طريق الخطأ في غارة جوية شنّتها طائرة تابعة له في منطقة ناد علي في هلمند، حيث تنفذ عمليات تهدف إلى إعاقة شبكة قيادة للمتمردين تشارك في زرع عبوات ناسفة. ووصف مدير مركز العمليات المشتركة في «الناتو» الكولونيل الأميركي باتريك هاينز الحادث بأنه «مؤسف جداً»، مقدماً تعازيه لعائلة الطفل القتيل. وأعلنت شركة سنغافورية تعمل قرب غيرشيك في هلمند مقتل موظفين أفغانيين اثنين وجرح ثالث «بنيران صديقة» أطلقها جنود «الناتو» في الثالث من الشهر الجاري. وأعلن الناطق باسم «الناتو» مايك جونسون فتح تحقيق في الحادث. واعتبر العام الماضي الأكثر دموية بالنسبة الى المدنيين الأفغان منذ نهاية عام 2001 إثر سقوط 2400 قتيل، تحمل مسلحو «طالبان» ومتمردون آخرون مسؤولية قتل نسبة اكثر من 60 في المئة منهم. على صعيد آخر، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تقرير أعدّه اساتذة جامعيون قوله إن «الاعتقاد بوجود رابط عقائدي بين طالبان وتنظيم القاعدة أمر خاطئ». ورأى واضعو الدراسة انه يمكن اقناع «طالبان» بالتخلي عن «القاعدة»، مشيرين الى وجود انشقاق جوهري بين قادة المجموعتين قبل اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وأن العداء بينهم تكثف. وأبدى معدّا الدراسة اليكس ستريك فان لينشوتن وفيليكس كوهن اعتقادهما بأن تكثيف العمليات العسكرية ضد «طالبان» قد يصعّب التوصل الى تسوية.