أكدت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «التحالف الدولي» بقيادة أميركا استعاد الأسلحة التي زود بها فصائل «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» و «لواء شهداء القريتين». وتعمل الفصائل الثلاثة، المنضوية في إطار «الجيش السوري الحر» في البادية والجنوب السوري. وأفاد «المرصد» نقلاً عن مصادر موثوقة، بأن «التحالف الدولي» استعاد الأسلحة التي أمد بها هذه الفصائل، بعدما رفضت شروطه لمواصلة الدعم وعلى رأسها عدم قتال القوات النظامية والتركيز على قتال «داعش» وإرسال قوات لقتال التنظيم في الرقة والحسكة، شرقاً. وكانت مصادر سورية متطابقة قد أكدت أن أميركا أوقفت دعمها الأسبوع الماضي ل «لواء شهداء القريتين» بعدما رفض اللواء شروط واشنطن، ما دفع قائد اللواء وعدد من العناصر المقاتلة إلى مغادرة معسكر التنف، على الحدود السورية - العراقية - الأردنية الذي تدرب فيه واشنطن فصائل المعارضة السورية. وأفادت المصادر بأن انسحاب «لواء شهداء القريتين» وإعلانه أنه سيواصل قتال النظام السوري، خلق توتراً بين قيادة «التحالف الدولي» واللواء المدعوم منه سابقاً. وخلال هذه التوترات، عمد «لواء شهداء القريتين» إلى إصدار بيان وردت إلى «المرصد السوري» نسخة منه، جاء فيه أنه جرى الاتفاق بين «لواء شهداء القريتين» وقيادة «التحالف» على حل الأمور العالقة بينهما، من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وأفادت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري» بأن بيان «لواء شهداء القريتين» جرى تعديله. وأن هناك بياناً آخر، لم يجرِ نشره، حصل «المرصد السوري» عليه يتضمن نقداً لاذعاً من الفصائل لواشنطن. ومما جاء في بنود البيان تساؤلات من الفصائل للتحالف الدولي من بينها. 1- صمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على تقدم المليشيات الإيرانية في عموم سورية والبادية السورية خصوصاً، على رغم الكلام الصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مواجهة إيران في سورية. 2- عدم السماح لنا بصد الهجوم الإيراني المتقدم على طريق دمشق-بغداد. 3- منعنا من التقدم وتحرير أرضنا من «داعش» والتزامنا البقاء في معسكر التنف. 4- إصرار البنتاغون على نقل «مغاوير الثورة»، أحد فصائل «الجيش الحر» إلى منطقة الشدادي في محافظة الحسكة. 5- قلة الدعم والشروط الصعبة لقبول مقاتلين جدد مقارنة بطريقة التعامل مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تتلقى دعما كبيراً وتضم أعداداً كبيرة من المقاتلين في شكل دوري. وعلى رغم استياء فصائل المعارضة السورية من التغييرات في إستراتيجية واشنطن في ضوء التنسيق المتزايد مع موسكو، إلا أن الكثير من الفصائل تريد انتهاج مقترب برغماتي في التعامل مع الأزمة. ويشير بعضها إلى أنه إذا كان الانتقال السياسي في سورية ما زال أولوية لواشنطن سيجد الطرفان، أميركا والمعارضة، أرضية مشتركة للتعاون والتنسيق. وتجرى حالياً عملية إعادة هيكلة واندماجات في أوساط فصائل المعارضة من أجل تجنب الأثار السلبية لقرار أميركا وقف برنامج وكالة الأستخبارات الأميركية دعم وتدريب فصائل المعارضة. ووفقاً لإعادة الهيكلة هذه تتجه الفصائل لتشكيل جيش سوري موحد في الجنوب ينخرط في العملية السياسية ويتعهد وقف العمليات القتالية. وشهدت البادية السورية معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، و «لواء شهداء القريتين» و «جيش أسود الشرقية» و «قوات أحمد العبدو» من جهة أخرى، خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، والتي تمكنت فيها قوات النظام من تحقيق تقدم على حساب الفصائل. وأتاح هذا التقدم لقوات النظام في البادية السورية، محاصرة فصائل المعارضة في المنطقة الممتدة من خط التقدم هذا إلى غربها وصولاً إلى منطقة الأصفر وجنوب مطار السين العسكري.