يعتبر اكتظاظ الفنادق والشقق المفروشة في جدة بالمتضررين من أحداث جدة الأخيرة احد أهم العوائق التي تواجه السياحة في جدة، فلا مكان للسياح القادمين وسط أزمة السكن الذي تسيطر على جدة. ولم تكن أزمة السكن العائق الوحيد للقادمين إلى مدينة جدة، إذ ظهرت أزمة توافر المركبات اللازمة في مكاتب تأجير المركبات بعد استهدافها من متضرري المركبات للسيول الأخيرة في المدينة الساحلية. وبحسب عاملين داخل شقق مفروشة في جدة، فإن موسم الإجازات دائماً ما يشهد ارتفاعات في الأسعار بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة، إلا أن قدوم متضرري كارثة جدة أسهم في انخفاض الأسعار وعدم توافر شقق سكنية للقادمين إلى جدة. وأكد عامل في إحدى الشقق المفروشة نادر أحمد أن متضرري سيول جدة الأخيرة وحضورهم للسكن بعد الكارثة مباشرة أسهم في عدم ارتفاع الأسعار التي كان الملاك يهدفون لها. وأشار إلى أنهم لاحظوا إقبالاً كبيراً خلال اليومين الماضيين على الشقق السكنية، إلا أن الطلب كان يقابل بالرفض على اعتبار أن الشقق بالكامل مستخدمة من متضرري سيول جدة. وقال: «كارثة جدة وما صاحبها من تبعات أسهمت في عدم استقبال العديد من العملاء القادمين من خارج مدينة جدة، وهو الأمر الذي أسهم في تأثيرها اقتصادياً على ملاك الشقق السكنية المفروشة». من جانبه، أكد محمد ياسين الموظف في مجموعة شقق مفروشة ارتفاع نسبة الطلب على استئجار شقق سكنية خلال اليومين الماضيين خصوصاً بعد بداية إجازة منتصف العام الدراسي، مشيراً إلى أن جميع الشقق السكنية الحالية مشغولة من متضرري سيول جدة بعد حصولهم على كامل الصلاحيات من الجهات المسؤولة. ولفت إلى أن جميع الشقق الحالية لن تخلى في الوقت الحالي على اعتبار أن مدة بقاء غالبية المتضررين ستتجاوز الشهر الكامل، مشيراً إلى أن «أسعار الشقق المفروشة دائماً ما تشهد ارتفاعات في الأسعار خلال موسم الإجازات إلا أن كارثة جدة وما خلفتها من أضرار في المنازل والممتلكات أخرجتهم مجبرين للشقق المفروشة وأسهمت في فقدان عملاء جدد وبأسعار أكثر». فيما شكا موظفون في مكاتب تأجير مركبات في جدة من أزمة حقيقية في عدم توافر سيارات للتأجير بعد شغلها خلال الفترة الماضية من كارثة جدة، مؤكدين أن مكاتب التأجير أصبحت خاوية من السيارات، وهو ما أدى إلى فوارق كبيرة بين العرض والطلب لمصلحة الأخير. وشدد أن الأسعار لم تشهد أي ارتفاعات أو زيادة بسبب وجود ضوابط تمنع التلاعب بالأسعار، موضحاً أن المركبات الصغيرة دائماً ما تشهد إقبالاً كبيراً عند المستأجرين. وأكد محمد البعدي الموظف في شركة لتأجير السيارات وجود أزمة مركبات في مدينة جدة بعد كارثة السيول التي اجتاحت المدينة أخيراً. وقال: «أسهمت الكارثة في تلفيات كبيرة في المركبات، وهو ما ساهم في ارتفاع الطلب في مقابل انخفاض العرض»، لافتاً إلى أن مكاتب تأجير السيارات في الفترة الحالية خاوية».