بدأ أمس تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق «حزب الله» و «جبهة النصرة» (فتح الشام) بتبادل جثث بين الطرفين بإشراف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فيما رجح المعنيون أن تنفذ المرحلة الثانية القاضية بانتقال مسلحي «النصرة» إلى إدلب اليوم، وسط معلومات وردت إلى «الحياة» من شهود عيان في عرسال، بأن مسؤول «النصرة» أبو مالك التلي انتقل من جرود عرسال إلى البلدة نفسها، مرجحة أن يكون ذلك تمهيداً لنقله من لبنان إلى تركيا جواً. وعلمت «الحياة» أن المرحلة الأولى شملت الإفراج عن امرأة تدعى ميادة علوش وهي سورية من بلدة القصير، كانت موقوفة لدى القضاء العسكري منذ 7 شباط (فبراير) الماضي، بتهمة تمويل الإرهاب ونقل أموال الى «النصرة». ورافق علوش ابنها الذي لم يكن موقوفاً. وجرى نقلها إلى جرود عرسال بعد الظهر. (للمزيد) وتتناول المرحلة الثانية نقل المسلحين إلى الأراضي السورية على 5 دفعات يتزامن كل منها مع إطلاق واحد من 5 عناصر للحزب كانوا أسرى لدى «النصرة»، ستشمل انتقال عائلات المسلحين وغيرهم من النازحين، الذين انخفض عدد من سجلوا أسماءهم منهم لمغادرة مخيمات عرسال ووادي حميد، إلى 6400 نازح، بعد انحسار فورة الراغبين بالعودة. وكانت محطة تبادل الجثث بلدة اللبوة البقاعية الواقعة على الطريق إلى عرسال، حيث مقر اللواء التاسع للجيش اللبناني الذي انتقل إليه اللواء إبراهيم، مع فريق العمليات اللوجيستية الكبير من الأمن العام. ونقلت «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة للحزب بدءاً من صباح أمس 9 جثث عائدة لمسلحين من «النصرة» إلى اللبوة، فيما توجه موكب من الأمن العام إلى منطقة وادي حميد خارج عرسال، ترافقه سيارات للصليب الأحمر اللبناني لتسلم الجثث الخمس العائدة للحزب والتي كانت مدفونة في الجرود. وتأخر الأمر 3 ساعات من أجل التأكد من فحوص رفات اثنين منهم كانا قضيا قبل سنتين، هما قاسم محمد عجمي وأحمد الحاج حسن. وفور انتهاء الفحوص نقلت سيارات الصليب الأحمر من منطقة الجرود، 4 جثث عائدة للحزب، بمواكبة سيارات عدة من الأمن العام، إذ تبين وفق «الإعلام الحربي» في الحزب أن الجثة الخامسة موجودة لدى جهة أخرى غير «النصرة» جرى العمل لتسلمها. ودخل موكب جثتي عجمي والحاج حسن بداية بلدة اللبوة زهاء السابعة مساء، وسط تجمع الأهالي لملاقاتهما، ورفعت رايات الحزب تكريماً لهما وألقيت كلمات تأبين. وكان موكب نقل جثامين الحزب أوقف في قرى بقاعية قبل وصوله إلى اللبوة. وكان اللواء إبراهيم انتقل إلى اللبوة قبيل الساعة الخامسة بعد الظهر في إطار إشرافه على التبادل، ثم غادرها بعيد الخامسة إلى عرسال. ودخلت مواكب عدة تابعة للأمن العام اللبناني مؤلفة من سيارات رباعية الدفع زجاجها داكن، إلى الجرود عبر حاجز الجيش اللبناني في عرسال، وعادت مرات عدة، وتردد أنه في إحدى المرات أقلّ أحدها المرأة علوش لتسليمها إلى «النصرة»، قبل مرافقة سيارات الصليب الأحمر في طريق العودة لنقل جثث مقاتلي الحزب التي كانت دفنت في الجرود (منطقة وادي الخيل). وقال شاهد من عرسال إنه كان قرب حاجز الجيش الذي يفصل البلدة عن الجرود حين مر أحد مواكب الأمن العام العائدة من وادي حميد زهاء الثالثة بعد الظهر، وكان يستقل إحدى سياراته، الى جانب عناصر من الأمن العام، الشيخ مصطفى الحجيري، الذي كان وسيطاً بين اللواء ابراهيم ومسؤولي «النصرة»، وابنه، ومسؤول «جبهة النصرة» ابو مالك التلي. وكان ينظر من نافذة السيارة المفتوحة، ولم يتجنب النظر الى خارجها بعد تخطيها حاجز الجيش.