يتجدد التحدي بين فريقي الشباب والاتحاد على بطاقة التأهل صوب دور الثمانية من دوري أبطال آسيا عندما يلتقيان مساء اليوم في إياب دور ال16 في الرياض، بعد أن انتهت مواجهة الذهاب في مكةالمكرمة بفوز الاتحاد بهدف من دون رد، فالمواجهة لن تكون سهلة للفريقين في ظل تقارب المستوى الفني ووجود العناصر القادرة على تحقيق طموحات الجماهير، وعلى رغم احتكام الاتحاد على فرصتي التعادل أو الفوز، إلا أن ذلك لن يكون كافياً للعبور إلى المرحلة الأهم في الاستحقاق الآسيوي، خصوصاً أن الشباب يتحصن بالأرض والجمهور. الشباب لم يظهر بالمستوى المطلوب في مباراة الذهاب، جراء الإرهاق الذي عانى منه اللاعبون بعد خوضهم المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين، إلا أن الجماهير تنتظر ظهور اللاعبين بصورة مختلفة في مباراة الليلة التي لا تقبل القسمة على اثنين أو أنصاف الحلول، والمدرب التونسي عمار السويح أمام تحدٍّ جديد في سجله التدريبي لقيادة الفريق نحو مراحل أبعد في البطولة القارية، بعد أن نجح في تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين مع الفريق الشبابي، وتحت يده قائمة أكثر من رائعة من شأنها تطبيق ما يريد من مخططات فنية على أرض الميدان. المدرب الشبابي يستند في المباريات الكبيرة إلى قوة خط الوسط للوصول إلى أهدافه، إذ يتحرك البرازيلي الرائع فرناندو بكل أناقة بين الدفاع والهجوم، فهو موسيقار الخطوط الشبابية في العمليات الهجومية والدفاعية وأهم العناصر الشبابية على الإطلاق، إلى جانب حيوية مواطنه رافينيا صاحب المهارة الفردية العالية، وتعوّل عليه الجماهير آمالاً لا حدود لها للمشاركة في الوصول إلى شباك الضيوف، في الوقت الذي يقوم عبدالملك الخيبري وأحمد عطيف بمجهودات جبارة على الشقين الدفاعي والهجومي، ومتى ما اكتملت جاهزية حسن معاذ وتأكدت مشاركة العائد من الإصابة عبدالله الأسطا فسيشكلان دعامة كبيرة على الأطراف، فكلاهما يجيد المساندة الهجومية بكل اقتدار إلى جانب الواجبات الدفاعية، فيما يحمل مهند عسيري على عاتقه مسؤولية استثمار الفرص التي ستتاح أمام مرمى الفريق الاتحادي، ودائماً ما يزج المدرب الشبابي بالمهاجمين الفلسطيني عماد خليلي وعيسى المحياني في الحصة الثانية في حال تأخر الفريق في مجريات الشوط الأول. وعلى الطرف الثاني، تبدو المهمة الاتحادية ليست بالسهلة على رغم الفرص التي يحتكم عليها، وحاولت الإدارة الصفراء تحفيز اللاعبين برصد 30 ألف ريال لكل لاعب في مقابل تجاوز عقبة الشباب، ولا شك في أن المدرب خالد القروني سيكون تحت ضغط كبير بعد أن أخفق في المنافسات المحلية، ما يجعله يرفع شعار الحيطة والحذر منذ الصافرة الأولى. الصفوف الاتحادية تمتاز بالعناصر الشابة في المراكز كافة، إذ ينجح عبدالفتاح عسيري ومعن خضري وجمال باجندوح في التحرك بكل حيوية في مناطق المناورة، فيما يعد البرازيلي ليناردو الحلقة الأضعف في المنظومة الاتحادية، ووجوده لا يختلف كثيراً عن غيابه، في الوقت الذي يشكل الشابان فهد المولد ومختار فلاتة قوة ضاربة في خط المقدمة، وكلاهما يجيد الوصول إلى مرمى الخصم من أقصر الطرق، ودائماً ما يعتمد المدرب خالد القروني على تحركات ظهيري الجنب محمد قاسم وراشد الرهيب لدعم المخططات الهجومية، وكل ما يقلق عشاق الفريق الاتحادي تواضع أداء متوسط الدفاع في ظل قلة خبرة الشابين طلال العبسي وباسم المنتشري، كما أن أداء فواز القرني لا يختلف كثيراً عن زميليه منتشري والعبسي. أجندة خالد القروني تفتقد خدمات أبرز العناصر أحمد عسيري للإصابة، كما أنه قرر استبعاد حمد المنتشري من حساباته لتراجع مستواه، وكذلك أحمد الفريدي، ولا يملك القروني أوراقاً رابحة على دكة الاحتياط ترجح كفة الفريق في حال تعذر الحلول في الحصة الأولى، عدا سلمان الصبياني وعبدالرحمن العمري.