تساؤلات عدة تطرح حول وضع اللغة العربية في فرنسا، عن موقعها وموقع الثقافة العربية معها، ولعل التساؤل الأهم يكمن في تدني عدد دارسيها. فعلى رغم أهمية هذه اللغة، ومن التاريخ «الاستشراقي» الطويل لفرنسا، فإن نسبة المقبلين على تعلم العربية فيها لا تتعدى اليوم 0.1 في المئة! ويؤكد مستعربون فرنسيون أن فرنسا تنفرد بكونها البلد الوحيد عالمياً الذي يدرس في مدارسه الإعدادية والثانوية العربية كلغة أجنبية، وهذا إضافة إلى اللغات الأخرى كالإنكليزية والإسبانية والألمانية، وأن العربية هي اللغة الثانية المحكية في فرنسا ومن اللغات الخمس الأكثر تداولاً في العالم، ولكن مع كل هذه المعطيات فإن عدد دارسيها في كل المراحل التعليمية الفرنسية لا يتجاوز السبعة آلاف طالب. تحديات وصعوبات تواجه اللغة العربية مع أنها تعتبر من اللغات الحية ولغة « المستقبل»، والقيام بعملية إنعاش لها وتذكير بدورها وأهميتها على كل الصعد الثقافية والمهنية والاقتصادية، «واجب» اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة (الكسو) ومعهد العالم العربي في باريس التصدي له. وها هي اللغة العربية ضيفة شرف معرض اللغات الذي ينظم سنوياً في باريس منذ ثمان وعشرين عاماً تحت رعاية وزارة الخارجية الفرنسية ومؤسسات أخرى. يستقطب معرض اللغات العديد من المؤسسات الخاصة والعامة التي تسعى لنشر تعلم اللغات الأجنبية في فرنسا، ولكنه سيكرس في دورته لهذا العام والتي تقام من الثاني إلى الخامس من شباط (فبراير) الجاري، حيزاً واسعاً لاكتشاف اللغة العربية والتعريف بوضعها الحالي في فرنسا. « العربية لغة بلا حدود» عنوان المشاركة المكثفة في المعرض والتي تهدف إلى حض الزائر على تعلم هذه اللغة الجميلة عبر أنشطة وورشات عمل مصغرة ويساهم تواجد العديد من دور النشر العربية والفرنسية المتخصصة في نشر اللغات بالإطلاع على أحدث الطرق لتعلم العربية واقتنائها. أما على الصعيد النظري فتنظم محاضرات وندوات ثقافية تعرف باللغة والثقافة العربية يشارك فيها خبراء ومختصون بهذه اللغة وممثلون عن المنظمة ومعهد العالم العربي.