ما زال انسحاب رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم من زعامة «المجلس الإسلامي الأعلى» وتأسيسه تياراً جديداً باسم «تيار الحكمة الوطني»، يتفاعل في الوسط السياسي الشيعي العراقي ويستقطب ردود فعل مختلفة بين تيارين، أحدهما مع مرجعية علي االسيستاني في النجف، والآخر مع مرجعية المرشد الإيراني علي خامنئي. ويتوقع أن يعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي تكتلاً انتخابياً جديداً، في مقابل معلومات عن نية الزعيم الديني مقتدى الصدر دعم قائمة «مدنيين» بعيداً من كتلته «الاحرار» التابعة لتياره. وحظي انسحاب الحكيم من «زعامة المجلس الإسلامي» المعروف بأنه من اكثر الأحزاب العراقية تأييداً للسياسة الإيرانية بترحيب من معظم الأوساط، لكنه قوبل بفتور من ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي، الذي كان يستعد لتحالف انتخابي مع «المجلس». واعلن معظم اعضاء «المجلس» ونوابه وقادته ومكاتبه في المدن العراقية تأييدهم الحكيم، والانضمام الى تياره الجديد، فيما عقد الفادة المخضرمون للمجلس اجتماعات في طهران، ويتوقع أن يعلنوا تحالفهم مع المالكي برعاية إيرانية. ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن مستشار الحكيم محسن الحكيم قوله ان خلافات في «الآراء والرؤية وطريقة العمل وادارته، ومكانة الشباب هي التي قادت الى انسحاب زعيم المجلس الأعلى من زعامته» . وأضاف: «حاولنا ان نحل هذا الإشكال لكن ذلك لم يتحقق، وتوصلنا الى أن الخلافات قد تزداد مع اقتراب الانتخابات، فتقرر تشكيل حزب جديد ... إلا أن الأيديولوجيا السابقة والأسلوب السابق سيستمران». وتابع رداً على سؤال عن مستقبل «المجلس الأعلى» بعد انسحاب عائلة الحكيم التي تعتبر الركن الأساسي لهذا التيار، وعنممتلكات الحزب: «كنا نعمل تحت لواء المجلس وسنبقى كذلك، كما حصل مع الاخوة في منظمة بدر الذين انفصلوا عنا قبل سنوات وما تزال تربطنا بهم صلات وثيقة. إن شاء الله سنسلم المجلس كل ممتلكاته، كل ما يعود إليه شرعاً وقانوناً سيكون له». في المقابل قالت النائب عن حزب المالكي نهلة الهبابي إن العبادي «قد يتجه الى تشكيل تكتل انتخابي جديد، لكنه لن ينسحب من حزب الدعوة».وتفيد المعلومات المتوفرة بأن رئيس الوزراء لم يحسم أمره بعد، وانه أمام خيارات، بينها سيناريو الحكيم ، لكن مقربين منه يؤكدون انه سيختار حلاً وسطاً يضمن تشكيل ائتلاف انتخابي من دون الخروج من عباءة حزب الدعوة شكلياً». وإذا سار العبادي في هذا الإتجاه فسيكون أقرب إلى مقتدى الصدر وعمار الحكيم، بتأييد ضمني من السيستاني، في تحالف سيتبلور أكثر مع الوقت، في مقابل جبهة إيرانية التوجه تضم المالكي وقادة في «الحشد الشعبي» وبعض الأحزاب والتيارات الصغيرة في «دولة القانون». ويبدو ان سيناريو الحكيم حاضر ايضاً لدى الصدر، فقد أفاد مقربون منه بأنه يتجه إلى حل كتلة «الاحرار» التي تتبع تياره ليدعم كتلة جديدة من شخصيات «مدنية وعلمانية مستقلة».