بعد ثلاثة عقود من الموافقة على أول علاج لمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز)، شهد عالم الدواء تطوراً أمس بعد ظهور تقارير لعلماء تتناول بيانات إيجابية عن تركيبة عقاقير متطورة ولقاح تجريبي جديد. وما يبعث على الأمل هو نجاح مضادات الفيروسات الارتجاعية في الحيلولة دون حدوث عدوى، وهو اتجاه يعرف بالوقاية قبل حدوث عدوى، وكذلك تزايد الآمال بتوفير علاج فعال في نهاية الأمر لاحتواء الفيروس من دون عقاقير. ويعتقد باحثون أن هذا التطور لازم لاستباق الفيروس الذي يمكنه كثيراً مقاومة العقاقير على رغم استخدام تركيبة من ثلاثة أو أربعة عقاقير منذ العام 1996 نجحت في الحيلولة دون أن يكون فيروس «إتش آي في» المسبب للإيدز حكماً بالموت. وقالت نائبة مدير «مركز ديزموند توتو» المتخصص في مرض الإيدز في جنوب أفريقيا ليندا جيل بيكر: «هناك ضرورة لعقاقير جديدة. نقطة الضعف عندنا هي مقاومة الأدوية لأن الفيروس سريع التحور في شكل لا يصدق». وأكدت بيانات سريرية جديدة نجاح العقار الجديد عند مزجه مع مضادات الفيروسات الارتجاعية القديمة، مثل عقار آخر لشركة غلاكسوسميثكلاين، كما أن لهما الآثار الجانبية ذاتها. والعقاران يطلق عليهما مثبطات إنتغريس، وهما من العقاقير التي أثبتت فاعلية كبيرة في منع الإصابة بالفيروس. وكشفت غلاكسوسميثكلاين أيضاً نتائج دراسة استمرت 96 أسبوعاً للقاحين يحقن المريض بهما كل أربعة أو ثمانية أسابيع مع مثبط إنتغريس آخر أثبتت الشركة فاعليته وربما بشكل أفضل حتى من الأقراص الأساسية اليومية. وتمثل تركيبة العقارين بالنسبة إلى غلاكسوسميثكلاين مستقبل علاجات فيروس «إتش آي في»، خصوصاً بالنسبة إلى العدد المتزايد من المرضى الكبار في السن الذين يكونون أكثر عرضة للآثار الجانبية لتناول أدوية عدة.