شهدت العلامة التجارية العالمية الشهيرة ستاربكس أخيراً تغييراً في شعارها، إذ قامت الشركة بالاستغناء عن كلمة قهوة، في دلالة واضحة على نيتها بتوسيع نطاق نشاطها التجاري ليشمل، إضافة إلى مختلف مذاقات القهوة، أصنافًا جديدة، تضم الشاي مثلاً، أو حتى نطاقًا جديدًا كليًا، وهو ما يثير التساؤل: ما هو التوجه الجديد ل «ستاربكس» في المستقبل القريب؟ وفي قراءته التسويقية، علق مستشار التسويق الاستراتيجي للعلامات التجارية سعيد عقيل باعقيل، على هذا التغير بقوله: «إذا نظرنا إلى تجارب مماثلة، كتجربة كل من نايك Nike وماكدونالدز McDonald»s فإننا نتذكر تمامًا كيف قامت تلك الأخيرة بالاستعاضة عن العلامة التجارية في شعارها بكلمة: «أنا أحبه»، وكان ذلك إيذاناً بدخولها إلى وضع سوقي جديد ومكانة لدى زبائنها أتاحت لها ارتباطًا «عاطفيًا» ترسخ لديهم تجاهها وأثر في مشاعرهم، وهي بذلك نجحت من خلال هذه المبادرة في التربع على قمة هذه الفئة متفوقة على المنافس الدائم «برجر كنغ» والذي ما زال في تركيز دائم على تعزيز ارتباطه «الوظيفي» أو العملي مع شريحته من الزبائن». وأضاف باعقيل: «لننظر مثلاً إلى «نايك»، وكيف قامت أيضًا بإزالة اسم العلامة التجارية من الشعار واستبدلته بالعبارة الملهمة والمشوقة: Go Free (انطلق بحرية)، وهو أمر أسهم بشكل مباشر في ربطها بالانطلاقة والديناميكية في أذهان الناس، وهو ما نقلها إلى التفرد بحيز جديد من المنافسة بعيد إلى حد كبير عن نظيرتها أديداس Adidas، وذلك لم يكن ليتحقق فيما لو أبقت على عبارتها السابقة Just do it». ونوه باعقيل بجهود «ستاربكس» التي نجحت في رسم مكانة عاطفية فذة في أذهان عملاءها، حيث ارتبطت بتوفير تجربة استثنائية لتناول القهوة الإيطالية لذيذة المذاق بعيدًا عن أي قيمة مضافة أو اختلاف حقيقي عن أي قهوة اعتيادية، وهو أمر، بحسب باعقيل، يطرح تساؤلاً جوهرياً: هل ستنجح «ستاربكس» في الحفاظ على تلك المكانة في حال خروجها عن مسارها الحالي؟ في رأي سعيد باعقيل، فإن قرارًا كهذا، سيشكل صدمة غير مسبوقة في تاريخ العلامات التجارية، إن تحول ستاربكس عن ريادتها كواحدة من أشهر مقدمي القهوة ليس بأمر هين على الإطلاق، «لم لا تقوم الشركة مثلاً بوضع شعار يدل على توجهها الجديد كما فعلت من قبلها نايك وماكدونالدز؟ وهو أمر لن أنصح به لو كانت تنوي فعلاً التحول إلى تقديم ما هو بعيد عن القهوة».