ارتفعت قيمة خام القياس الاميركي امس وسجلت اعلى مستوياتها منذ عامين متجهة الى تجاوز المئة دولار، وسط عدم يقين مما يجري في مصر، خصوصاً لجهة كون «الفترة الانتقالية» ستمر من دون مشاكل تؤثر في امددات الخام عبر قناة السويس. في الوقت نفسه افادت انباء عن اتجاه صناديق استثمارية للتخلي عن البورصة المصرية والاتجاه الى الاستثمار في اسواق الخليج الآمنة. وعلى رغم زيادة قوات الامن التي ارسلت لحماية خطوط انابيب «سوميد»، التي تساعد في نقل الخام عبر سيناء، وتعزيز امن قوافل الناقلات عبر القناة، الا ان كريستوفر بيللو من «باخ كوموديتيز» في لندن قال «ان الخام الاميركي يقترب من المئة دولار بينما سيُسجل خام القياس الاوروبي «برنت» مستوى 110 دولارات، خصوصاً مع علاوات المخاطر وزيادة كلفة التأمين تحسباً من عمليات تخريب». وتعبر قناة السويس نسبة 2.5 في المئة من الانتاج النفطي العالمي، اضافة الى حوالى 2.2 مليون برميل يومياً عبر «سوميد». لكن فيث بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية قال لوكالة «بلومبيرغ» اننا «نأمل هدوء الاسواق في ضوء بوادر نمو مشجعة». في المقابل افادت شركة «شرودر انفستمنت مانجمانت» ان النمو في منطقة الخليج والاستقرار فيها وارتفاع اسعار النفط لا يُبرر ابداً تراجع قيم الاسهم في ضوء الازمة المصرية. وكانت اسواق الخليج عاودت ارتفاعها امس واقفل المؤشر السعودي بتحسن 2.2 في المئة وارتفاع 140 نقطة الى 6513.28 نقطة. كما تحسن مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.3 في المئة وبورصة دبي بنسبة 3.3 في المئة وبورصة ابوظبي بنسبة 0.8 في المئة. وذلك في الوقت الذي لا يتوقع ان تفتح البورصة المصرية قبل الاثنين المقبل، بعدما خسرت نسبة 21 من قيمة الاسهم فيها بين بدء «الانتفاضة»واغلاق التداول فيها في الثلاثين من يناير. وترددت انباء ان اموالاً كانت موظفة في الاسهم المصرية ستنتقل الى البورصات الخليجية حتى تتضح الاوضاع في مصر، وهو الامر غير المتوقع في المدى المنظور وقبل ان يتم «تأمين الاستقرار السياسي فيها». وقال بول كوبر مدير شركة «ساراسين البين» الاستثمارية «ان الاخطار على الاستثمار معدومة في الخليج طالما بقيت اسعار النفط في مسارها الصعودي وطالما بقيت الاموال تتدفق على الاسواق من مختلف الاتجاهات». ولاحظت «شرودر» ان الاقتصاد القطري البالغ حجمه 81 بليون دولار نما بنسبة 16 في المئة العام الماضي بينما يُتوقع ان ينمو الاقتصاد السعودي بنحو 4.5 في المئة السنة الجارية ارتفاعاً من 3.4 في المئة العام الماضي، وان الشركات السعودية والاسهم ستستفيد حكماً من برنامج تنمية طويل المدى يصل حجمه الى 384 بليون دولار. وكانت «اي اف جي هيرمس القابضة» و»كريدي سويس» اوصيا بشراء الاسهم السعودية خصوصاً بعد توقع خفض القيود على الاستثمارات الاجنبية المتدفقة الى المملكة مع اموال النفط.