انتظر قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل عودة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من جولته الأوروبية مساء أمس، ليبتّ في مسألة نصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، وسط توقعات بأن يأمر بإلغائها أو تخفيف الإجراءات الناجمة عنها، كما لمّح وزير الأمن الداخلي يغآل أردان في حديث للإذاعة العسكرية أن نتانياهو يدرس احتمال إزالة البوابات الإلكترونية، بناء لتوصية جهات أمنية رفيعة تشمل الجيش و «جهاز الأمن الداخلي» (شاباك) ومكتب «منسق شؤون الاحتلال»، بإيجاد حل لدرء انفجار أوسع للوضع في القدس والضفة الغربية. ويفترض أن يعقد نتانياهو جلسة «تقويم وضع» مع وزيري الدفاع والأمن الداخلي وقادة أذرع المؤسسة الأمنية للبت في المسألة، وسط تسريبات بأن موقف المستوى الأمني يضغط في اتجاه تسوية المسألة سلمياً. مع ذلك، أعلن الجيش التأهب في صفوف خمس وحدات تم عدم منح عناصرها إجازة نهاية الأسبوع لتكون جاهزة لأي طارئ في الضفة، فيما دفعت الشرطة بآلاف إضافية من عناصرها ومن وحدات «يسام» المكلفة تفريق التظاهرات بالقوة، إلى القدس اليوم، ورفعت درجة التأهب تحسباً لاندلاع مواجهات اليوم الجمعة في حال الإبقاء على إغلاق المسجد. ولفتت وسائل الإعلام العبرية إلى الضغوط الدولية التي تتعرض إليها إسرائيل لإزالة البوابات الإلكترونية. وأبرزت ما وصفته «البيان المغاير» للبيت الأبيض الذي أعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع في القدس، ودعا الحكومة الإسرائيلية والمملكة الأردنية إلى العمل معاً على أسرع وجه لإنهاء التوتر في الموقع المقدس. واستذكرت البيان الأول يوم وقوع عملية المسجد الأقصى الجمعة الماضي الذي أعلنت فيه الولاياتالمتحدة دعمها قرار إسرائيل إغلاق المسجد. وتخشى الشرطة الإسرائيلية أن يصدر الوقف الإسلامي في المدينةالمحتلة دعوته الى المصلين بالنفير للأقصى وإقامة الصلاة في مداخله، وتوقعها بأنه مع انتهائها قد تحصل مواجهات. ويحاول اليمين المتطرف من جهته، الضغط على نتانياهو بعدم التراجع عن قرار نصب البوابات الإلكترونية، وهو ما أشار إليه القائد السابق للشرطة في القدس النائب حالياً عن حزب «يش عتيد» ميكي ليفي الذي اتهم المستوى السياسي بالخضوع لإملاءات اليمين المتطرف، وبالتالي فرض موقفه على الشرطة وسائر أجهزة الأمن. وانتقد ليفي القرار المتسرع بإغلاق المسجد فور وقوع العملية. وكتب المعلق في صحيفة «هآرتس» نير حسون أن أحداث الأيام الأخيرة تثبت أن صاحب السيادة في «جبل الهيكل» (المسجد الأقصى) هو المقدسيون، لا إسرائيل ولا الأردن ولا الأوقاف، الذين لعبوا أهم دور في الأزمة، و «فرضوا مقاطعة الدخول عبر البوابات الإلكترونية، وحشروا إسرائيل في الزاوية لتتخبط كيف تنهي الأزمة».