أفادت القوات النظامية السورية بأنها بإسناد من سلاح الجو هاجمت تجمعات ومقار ل «تنظيم داعش»، وقتلت أكثر من 17 من عناصره في مدينة دير الزور، شرق سورية. في موازاة ذلك، علم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «داعش» نفذ عملية إعدام ضد عناصر، قال إنهم من القوات النظامية وحلفائها، في مدينة البوكمال التي يسيطر عليها في الريف الشرقي لمدينة دير الزور. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكري سوري أن وحدات من القوات النظامية نفذت عمليات مكثفة على تجمعات ومحاور تسلل عناصر داعش خلال ال48 ساعة الماضية في مدينة دير الزور ومحيطها أدت إلى «تدمير سيارتين والقضاء على 8 إرهابيين من التنظيم باتجاه وادي الدشم غرب معسكر الفوج 137 مشاة». وأوضح المصدر أن العمليات أسفرت أيضاً عن تدمير مقر قيادة للتنظيم وأسلحة في قطاع الحويقة وعربة مزودة برشاش 23 مم على اتجاه قطاع البانوراما والتنمية. في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري» بأن «داعش» نفذ عملية إعدام في مدينة البوكمال التي يسيطر عليها في الريف الشرقي لمدينة دير الزور بحق 3 أشخاص، قرب ساحة الفيحاء بمدينة البوكمال، قال إنهم من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وذلك عقب أسرهم في منطقة حميمة الواقعة قرب الحدود الإدارية لمحافظة حمص مع دير الزور، وتمت عملية الإعدام ذبحاً بالسكين، وسط تجمهر عشرات الأطفال. وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم واسع في المنطقة واستعادة السيطرة على مساحات جديدة كانت خسرتها في أوقات سابقة خلال الأشهر والسنوات الفائتة. وباتت قوات النظام تسيطر على المنطقة الممتدة من حقول آرك وطريق تدمر– السخنة، وصولاً إلى الحدود السورية– العراقية وحتى جنوب محطة «التي تو» داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، مروراً بالمحطة الثالثة ومناطق حميمة والضليعيات والسلطانية ووادي وسد الوعر، لتستعيد قوات النظام بذلك السيطرة على نحو 3500 كلم مربع من مساحة البادية السورية. وتسير معارك البادية السورية بوتيرة متسارعة. وبات من الواضح أن كل المحاور التي تتقدم بها القوات النظامية وحلفاؤها تهدف إلى الوصول إلى محافظة دير الزور. وتهدف العمليات الجارية حالياً في البادية إلى الوصول إلى مدينة السخنة الاستراتيجية، التي تعد أحد معاقل «داعش» بريف حمص الشرقي. فمن السخنة هاجم «داعش» مدينة تدمر، وسط سورية، ومنها أيضاً هاجم بلدات (مهين وحوارين والقريتين) وغيرها من مناطق شرق حمص. ووفق مصادر متطابقة، فإن القوات النظامية المتجهة إلى السخنة تنتظر قوات مساندة تتقدم من الشمال حتى الجنوب، أي من ريف حماه الشرقي وتحديداً من مدينة عقيريبات، ومن ثم الانعطاف جنوباً باتجاه السخنة. إذ من المفترض أن يقابل ذلك تحرك للقوات الموجودة في حقل أراك والمحطة الثالثة وصولاً إلى السخنة، إذ تجب محاصرة مدينة السخنة من أكثر من محور لقتال «داعش» فيها أو إجباره على الانسحاب إلى دير الزور التي ستشهد المعركة الكبرى ضد «داعش». وأفادت المصادر بأنه من دون إنهاء وجود «داعش» في السخنة لن تتمكن القوات النظامية من إكمال عملياتها في البادية السورية. وتقع «السخنة» في ريف حمص الشرقي وتشكل عقدة مواصلات مهمة تربط كل المحافظات السورية باتجاه الرقة ودير الزور، تبعد من محافظة دير الزور 60 كلم، ما يجعلها منطلقاً للقوات النظامية باتجاه ما تبقى من البادية.