نفذت الطائرات الحربية السورية عدة غارات على مناطق في الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة بالريف الشرقي لمحافظة حمص، واستمرت الاشتباكات العنيفة بين «تنظيم داعش» من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط جبال المستديرة ومنطقة العباسة جنوب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم واستعادت السيطرة على تلال ومرتفعات تتبع لجبال المستديرة وبالقرب من حقل آرك النفطي وسط تقارير عن سقوط قتلى من الطرفين. وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية أن القوات النظامية والميليشيات الموالية لها أحرزت تقدماً على حساب «داعش» بريف حمص الشرقي، لتسيطر على مساحات واسعة جنوب شرق تدمر، توازيًا وتزامناً مع عمليات «الجيش الحر» في البادية، وذلك في سباق مع فصائل المعارضة على البادية السورية. وأدى التقدم الأخير للقوات النظامية في ريف حمص الشرقي إلى جعلها على تماس مع مناطق نفوذ «الجيش الحر». من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن «وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء تواصل تقدمها جنوب شرق تدمر، واستعادت السيطرة على منتجع زنوبيا شرق مقالع السكري بنحو أربعة كيلومترات». وأفادت الوكالة أمس: «واصلت وحدات من الجيش العربي السوري تقدمها جنوب شرقي تدمر في وقت قضى فيه سلاح الجو على العديد من أفراد تنظيم داعش الإرهابي بدير الزور». وتحاول القوات النظامية والميليشيات الموالية لها قطع تقدم فصائل «الجيش الحر» التي وصلت إلى منطقة حميمة ضمن حملتها العسكرية تجاه وادي الفرات. وتتزامن عملياتها العسكرية مع أخرى مماثلة في منطقة البادية السورية بالقرب من معبر التنف الحدودي، إذ تحاول التقدم على حساب «الجيش الحر» في منطقتي جليغم واستراحة الشحمي، الأمر الذي تعيقه الضربات الجوية للتحالف الدولي. وتعتبر معارك القوات النظامية ضد «داعش» في ريف حمص الشرقي الأوسع منذ سيطرتها على تدمر في آذار (مارس) من العام الجاري، إذ تتركز الهجمات من ثلاثة محاور: جنوب تدمر، وشرق اتجاه السخنة، وشمالًا اتجاه المناطق النفطية في دير الزور. وتقاتل القوات النظامية إلى جانب عناصر «حزب الله» اللبناني ونحو تسع ميليشيات أجنبية أخرى في محيط مدينة تدمر، بالتزامن مع تغطية جوية روسية على نقاط التقدم. إلى ذلك أعلنت وسائل إعلام إيرانية أمس مقتل قائد الاستخبارات في ميليشيا «فاطميون» التابعة لإيران خلال مواجهات ضد «الجيش السوري الحر» في معارك «الأرض لنا» في البادية السورية. وبحسب وكالة «أبنا» الإيرانية للأنباء، فإن محمد حسيني والملقب ب (سلمان) مسؤول الاستخبارات في ميليشيا «الفاطميون» قُتل بانفجار لغم عندما كان يقوم بمهمة استطلاع في منطقة التنف بالقرب من الحدود السورية العراقية. وتعتبر ميليشيا «فاطميون» من أبرز الميليشيات التي ينحدر عناصرها من أفغانستان ويشرف عليها «الحرس الثوري» الإيراني بشكل مباشر. وشنت فصائل المعارضة في إطار معركة «الأرض لنا» هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيات الإيرانية في ريف السويداء الشرقي وريف دمشق، من خمسة محاور هي (محطة سانا الحرارية، حاجز ظاظا، منطقة السبع بيار، مفرق الشحمي، مفرق جليغم)، وأحرزت تقدماً وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم. وكانت فصائل «الجيش الحر» أعلنت في 31 أيار (مايو) الماضي السيطرة على نقاط متقدمة في البادية السورية، إثر شنها هجوماً على مواقع للقوات النظامية والميليشيات الإيرانية الموالية لها جنوب شرقي مدينة حمص ضمن معركة «الأرض لنا». في موازاة ذلك، قال «جيش مغاوير الثورة» التابع ل «الجيش السوري الحر» أمس، إنه تم إنشاء قاعدة جديدة في منطقة الزقف بالبادية السورية، بريف حمص الشرقي، موضحاً أنها ستكون نقطة متقدمة في إطار الحرب على تنظيم «داعش». وبدأ «جيش مغاوير الثورة»، يوم 3 حزيران (يونيو) الجاري، إنشاء القاعدة العسكرية، بهدف تدريب عناصر مقاتلة. وأوضح مدير المكتب الإعلامي ل «مغاوير الثورة»، البراء الفارس في تصريح إلى موقع «سمارت» الإخباري المعارض، أن القاعدة تضم 150 عنصراً قابلين للزيادة، وستكون مهماتهم رصد البادية واستطلاعها، مشيراً إلى أنها نقطة متقدمة في دير الزور ستتبعها نقاط أخرى في الأيام المقبلة. وتقع القاعدة في منطقة زقف الصحراوية التي تبعد نحو 70 كم شمال شرق منطقة التنف و130 كم جنوب غربي مدينة البوكمال، وتتمتع بموقع استراتيجي بالنسبة إلى «مغاوير الثورة». ولفت المتحدث الإعلامي إلى وجود عناصر من التحالف الدولي في القاعدة، تنحصر مهماتهم بتقديم الدعم اللوجستي والتدريبات، مبيناً أن عددهم يتغير وفق الحاجة إليهم، وأنهم يتبعون لجنسيات مختلفة. ويحصل «جيش مغاوير الثورة»، على دعم مباشر من التحالف الدولي ضد داعش، وتتمركز عناصر له في قاعدة التنف على الحدود السورية- العراقية. وفي محافظة ريف دمشق، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر المعارضة من جانب آخر على بعد نحو 15 كلم من مطار الضمير العسكري أطراف القلمون الشرقي، تمكنت خلالها القوات النظامية من تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على تلة في المنطقة، بعد انسحاب المعارضة منها نتيجة القصف المكثف من قوات النظام. وقصفت قوات النظام مناطق في حوش الظواهرة بعدة صواريخ من نوع أرض– أرض، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والموالين لها من جهة، وعناصر المعارضة من جهة أخرى في المنطقة، وسط تقدم للقوات النظامية في مزارع المنطقة. وأصيب 3 مواطنين بجراح إثر انفجار لغم بهم في منطقة الأشعري كانت زرعته المعارضة بغوطة دمشقالشرقية. وقالت «قوات الشهيد أحمد العبدو» التابعة ل «الجيش السوري الحر» أمس، إن القوات النظامية تقدمت إلى تل العبد قرب مدينة الضمير (40 كم شرق العاصمة دمشق) بعد أن انسحبوا منه. وأوضح الناطق باسم «القوات»، المقدم عمر صابرين، أنهم سيطروا على تل العبد، جنوب شرقي مطار الضمير العسكري، بعد معارك مع تنظيم «داعش»، وأخلوه بعد فترة ل «عدم أهميته»، لتتقدم قوات النظام إليه وترفع علمها عليه أمس. وأعلنت «قوات العبدو» أول من أمس عن مقتل أكثر من ثمانين عنصراً للنظام والميليشيات الموالية له خلال المعارك الدائرة في البادية. وفي محافظة درعا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية قصفت بالصواريخ مناطق في مدينة درعا، ليرتفع إلى 54 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض– أرض، والتي أطلقتها القوات النظامية على مناطق في درعا البلد ومخيم درعا وحي طريق السد بمدينة درعا منذ فجر أمس. كما قصف الطيران المروحي بأكثر من 25 برميل متفجر مناطق في درعا البلد، بالتزامن مع نحو 16 غارة نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في درعا البلد ومخيم درعا وحي طريق السد بالمدينة. ووثق «المرصد السوري» مقتل ما لا يقل عن 46 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية في معارك عنيفة مع تنظيم «داعش» خلال ال48 ساعة الماضية على محور قرية البرغوثية الواقعة على بعد نحو 20 كلم إلى الشرق من مدينة السلمية، شرق حماة وسط سورية. ولقي ما لا يقل عن 12 عنصرً من «داعش» من جنسيات غير سورية مصرعهم، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق تواجدهم. وقال ناشطون في المعارضة لموقع «سمارت» الأخباري المعارض أمس إن «داعش» سيطر على تلة استراتيجة، في ريف حماة الشرقي بعد اشتباكات قتل فيها عناصر لقوات النظام. وأوضح الناشطون، أن عناصر التنظيم شنوا هجوماً على مواقع قوات النظام في تلة جنوب قرية الشيخ هلال (68 كم شرق حماة)، كانت القوات النظامية سيطرت عليها منذ فترة، اندلع على أثره اشتباكات بين الطرفين. وأضاف الناشطون، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة عناصر لقوات النظام، واستيلاء التنظيم على أسلحة وذخائر وعربة «بي أم بي» وسيارة من طراز «زيل»، بالتزامن مع قصف جوي من طائرات حربية يرجح أنها روسية على مواقع التنظيم والاشتباك. وتتقاسم القوات النظامية و «داعش» السيطرة على ريف حماة الشرقي، الذي يشهد مواجهات مستمرة بين الطرفين. وأفاد «المرصد» أن 143 قتلوا أمس بينهم 71 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، و34 مواطناً في قصف جوي للتحالف الدولي وانفجار ألغام ومواجهات. ففي محافظة درعا قتل 13 مواطناً بينهم عنصر من الفصائل قتل في اشتباكات بأطراف بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي. وفي محافظة الرقة قتل 8 أشخاص بانفجار ألغام بهم في منطقة مزرعة حطين وفي قرية مسطاحة بريفي الرقة الشمالي والغربي. أما في محافظة ريف دمشق قتل 3 بينهم عنصر من الفصائل خلال قصف واشتباكات مع القوات النظامية على محاور في غوطة دمشقالشرقية وعلى منطقة في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية. وفي محافظة دير الزور قتل شخصان برصاص قناص من «داعش» في منطقة هرابش التي تسيطر عليها القوات النظامية في مدينة دير الزور. كما قتل 6 من عناصر «داعش» في ضربات للتحالف الدولي في الريف الشرقي لدير الزور. وفي محافظة حمص قتلت امرأة جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة تلذهب بمنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي. كما قتل 12 على الأقل من عناصر «جيش خالد بن الوليد» الذي بايع «داعش» في قصف لطائرات مجهولة لا يعلم ما إذا كانت تابعة للتحالف الدولي، على منطقة جملة المحاذية للحدود مع الجولان السوري، وأماكن أخرى في حوض اليرموك بالريف الغربي لدرعا.