أعلنت ديان فينشتاين، السناتور الديموقراطية في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأميركي، أن دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأميركي، وبول مانافورت الرئيس السابق للحملة الانتخابية للرئيس، نالا موافقة روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية زعم وكالات الاستخبارات الأميركية حصول تدخل روسي لمصلحة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، للشهادة علناً أمام الكونغرس. وإذا أدلى بشهادته سيكون دونالد جونيور أكبر عضو في الدائرة الداخلية لأقارب ترامب ومساعديه في البيت الأبيض يدلي بشهادة في الكونغرس عن مزاعم التدخل الروسي، والذي تحقق به لجان عدة في الكونغرس، في وقت تنفي روسيا أي تواطؤ من جانبها. وكان دونالد جونيور نشر الأسبوع الماضي سلسلة رسائل بريد الكتروني أظهرت موافقته بشغف على لقاء امرأة روسية تدعى ناتاليا فسيلنيتسكايا في حزيران (يونيو) 2016، بعدما تبلغ أنها محامية تعمل لحساب الحكومة الروسية قد تملك معلومات تضر بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي نافست والده في الانتخابات. ويقول محققون في الكونغرس إن هذا الاجتماع الذي عقِد في برج ترامب بنيويورك «يشكل أقوى دليل ملموس على وجود صلة بين حملة ترامب وروسيا». وفي لقاء مع قناة «آر تي» التلفزيونية المدعومة من الكرملين، أبدت فسيلنيتسكايا جاهزيتها لتوضيح مسألة اللقاء مع ترامب جونيور من أجل وضع حد لما سمّته ب «هستيريا جماعية»، لكن فقط عبر محامين أو بالشهادة أمام مجلس الشيوخ الأميركي. وذكرت فسيلنيتسكايا سابقاً أنها محامية خاصة، ولم تملك معلومات تضرّ بكلينتون مع نفيها صلتها بالكرملين. ومع تواصل التحقيقات في القضية، أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن «ترامب أجرى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثة ثنائية لم تكشف سابقاً على هامش عشاء زعماء قمة مجموعة الدول العشرين التي استضافتها مدينة هامبورغ الألمانية في وقت سابق من الشهر الجاري. وأوضح المسؤول أن بوتين جلس في جوار السيدة الأميركية الأولى ميلانيا، ثم توجه ترامب اليهما في نهاية العشاء، وأمضى بعض الوقت في التحدث مع بوتين، علماً أن إيان بريمر، رئيس مجموعة «أوراسيا» لاستشارات الأخطار السياسية، كان أول من كشف حصول المحادثة، وقال إن «ترامب نهض من مقعده في منتصف العشاء وأمضى نحو ساعة في التحدث في شكل خاص وحماسي مع بوتين بوجود مترجم بوتين الخاص فقط». وتابع بريمر أن «عدم وجود مترجم أميركي أثار دهشة باقي الزعماء خلال العشاء، إذ إنه انتهاك لبروتوكول الأمن القومي». لكن المسؤول شدد على أن «الحديث المقتضب لم يكن اجتماعاً ثانياً، لذا نعتبر أن التلميح إلى محاولة البيت الأبيض إخفاء الاجتماع الثاني خطأ كبير وأمر خبيث وسخيف». وزاد: «لا يعلم أحد ما تناوله النقاش تحديداً، وإذا كان حديثاً ودياً أو نقاشاً قصيراً لقضايا ثنائية أو دولية». وأشار المسؤول الى انه كان مسموحاً لكل زعيم بأن يرافقه مترجم واحد خلال العشاء، وأن ترامب جلس الى جوار زوجة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، وكان مترجمه يتحدث اليابانية. وغرّد ترامب لاحقاً: «القصة الإخبارية الملفقة عن عشاء سري مع بوتين تثير الاشمئزاز. المستشارة الألمانية انغيلا مركل دعت جميع زعماء مجموعة العشرين وأزواجهم». الى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيرشح جون هانتسمان، المبعوث السابق لدى الصين خلال عهد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، سفيراً للولايات المتحدة في روسيا. وسيصادق مجلس الشيوخ على الترشيح.