دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، عن نجله البكر دونالد ترامب جونيور، مؤكداً أنه «بريء»، بعدما كشفت رسائل إلكترونية أن ترامب الابن رحب بمساعدة روسية في تلطيخ سمعة هيلاري كلينتون خلال تنافسها مع والده في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن من «الجنون» لوم نجل الرئيس الأميركي لاجتماعه مع محامية روسية. وقال الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر»: «قام ابني دونالد بعمل جيّد ليل البارحة، كان منفتحاً وشفافاً وبريئاً». وأبدى أسفه تجاه القضية التي وصفها بأنها «أعظم حملة تضليل في التاريخ السياسي». أتى ذلك غداة كشف ترامب الابن مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني أظهرت موافقته بشغف على لقاء المحامية التي قيل إنها على صلة بالكرملين وقد تكون لديها معلومات تضر بكلينتون. وفي مقابلة بثتها قناة «فوكس نيوز» ليل الثلثاء، قال ترامب الابن: «إذا تسنت لي إعادة النظر في الأمر، أعتقد أني كنت سأتصرف في شكل مختلف بعض الشيء». وأصدر ترامب فوراً بياناً وصف فيه ابنه بأنه «ممتاز» ثم أثنى في تغريدة أمس، على كلامه وكرر إدانته التحقيقات والتغطية الإعلامية للتحقيقات في شأن روسيا. وتعتبر رسائل البريد الإلكتروني أقوى دليل على أن مسؤولي الحملة الانتخابية لترامب رحبوا بمساعدة روسية للفوز بالانتخابات وهي مسألة تلقي بظلالها على رئاسة ترامب. ويحقق الكونغرس ووزارة العدل في «التدخل الروسي» في الانتخابات، وأي تواطؤ محتمل مع حملة ترامب. فيما تنفي موسكو أي تدخل. ولا تشكل مراسلات ترامب الابن، كما يبدو، دليلاً على نشاط غير قانوني، ولكن يرجح أن تدفع المحققين إلى التدقيق في الأمر. وقال خبراء قانونيون إن ابن الرئيس قد يواجه مصاعب إذا توصل المحققون إلى أنه لعب دوراً في عمل إجرامي مثل اختراق مواقع إلكترونية خاصة بالحزب الديموقراطي أو انتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية بقبول هدايا من كيانات أجنبية. وتعهد ترامب الابن التعاون مع المحققين وقال إنه لم يخبر والده بأمر اللقاء. واعترف بأن بول مانافورت مدير حملة ترامب الانتخابية في ذلك الوقت وجاريد كوشنر صهر الرئيس وأحد كبار مستشاري البيت الأبيض حالياً، حضرا أيضاً اللقاء مع المحامية الروسية ناتاليا فسيلنيتسكايا. وجدد لافروف نفيه اتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وطلب أن يطلع على «واقعة واحدة على الأقل» تثبت محاولة بلاده التدخل. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في بروكسيل أمس: «اندهشت لعلمي بأن محامية روسية ونجل ترامب يتعرضان للوم بسبب اجتماع. بالنسبة إليّ هذا جنون». وتساءل: «ما المشكلة عندما يتحدث أي شخص إلى محام وما هو التهديد الذي قد ينجم عن ذلك؟ لم يكن لديّ علم مسبق بهذا الأمر وعلمت به من التلفزيون». واستهجن لافروف اهتمام وسائل الإعلام بالرسائل الإلكترونية لترامب الابن حول الاتصالات مع المحامية، وقال: «مدهش كيف يضخم أشخاص جادون من شأن مسألة بسيطة».