شن مسلحو «داعش» سلسلة هجمات مباغتة على قرى في جنوب نينوى وغربها، في محاولة لتعويض خسارتهم الموصل، وأعلنت مصادر محلية انتشال مئات الجثث تعود إلى مدنيين من تحت الأنقاض في مناطق متفرقة في المدينة. وأفاد «الحشد الشعبي» في بيان أمس بأن «قوات اللواء السابع عشر قتلت عدداً من الإرهابيين أثناء تصديها لهجوم شنه داعش في منطقة تل زلط وعداية، غرب الموصل، وتم تدمير عدد من العربات، ثلاث منها مفخخة، بمشاركة طيران الجيش»، وأكدت «إحباط هجوم آخر على مدينة الحضر». وقال مصدر أمني محلي إن «مسلحين من داعش هاجموا قرى الجرن والسلماني وعين شريدة قرب بلدة حمام العليل، 25 كلم جنوب الموصل، وسط أنباء عن احتجاز مدنيين». وأكد راغب البدران، وهو أحد قادة «الحشد العشائري» ان مقاتليه «صدوا هجوماً عنيفًا ومباغتًا على قرية الجرن استخدم فيه الدواعش 35 عربة مسلحة، تمكنا من تدمير عدد منها». ووصلت تعزيزات عسكرية في الساعات القليلة الماضية لاستعادة قرية الإمام الغربي التي سيطر عليها «داعش» الأسبوع الماضي، جنوب حمام العليل. إلى ذلك نشبت اشتباكات بين قوات أمنية وعناصر من التنظيم يختبئون في أماكن مختلفة، في إطار «تمشيط وتطهير» الجانب الأيمن من الموصل، على ما أفاد مسؤول عسكري (رويترز). وأعلنت قوات «حرس نينوى» التي يقودها المحافظ السابق أثيل النجيفي إنها «تمكنت من القبض على 9 إرهابيين في منطقة الهرمات، على طريق تلعفر – بادوش». وتأتي هذه الهجمات بعد يومين على الإعلان رسمياً عن تحرير المدنية بعد معارك استمرت نحو 9 أشهر، وأسفرت عن نزوح نحو مليون شخص، فيما لم تصدر بيانات رسمية بأعداد الضحايا على الجانبين العسكري والمدني، وسط تحذيرات مسؤولين أميركيين من قدرة التنظيم على مواصلة تنفيذ الهجمات. إلى ذلك، اكد مصدر في قوات «البيشمركة» أن «17 من عناصر داعش وقعوا في مكمن في قرية المثلث التابعة لمنطقة حردان قرب سنجار والواقعة بين منطقة ربيعة الحدودية مع سورية وقضاء تلعفر»، وأوضح أن «اثنين من المسلحين فجرا نفسيهما، وتم قتل الآخرين». وأعلن عضو مجلس محافظة نينيوى حسام الدين العبار أن «فرق الدفاع المدني انتشلت جثث 1700 مدني من تحت أنقاض المنازل منذ انطلاق الحملة العسكرية لتحرير الموصل»، ورجح أن «يتضاعف العدد مع تواصل عمليات فرق الدفاع المدني لإخراج المزيد، وهناك اكثر من 200 منزل دمرت فوق ساكنيها». وعثرت الشرطة على 20 امرأة إيزيدية وهن أحياء قرب نهر دجلة في الشطر الغربي من الموصل، يعتقد بأنهن من اللواتي كان يحتجزهن التنظيم منذ سيطرته على المدينة، تم نقلهم الآن إلى مكان آمن. وعقد رئيس الوزراء حيدر العبادي مساء الثلثاء اجتماعاً في مقر قيادة العمليات المشتركة «لمتابعة تنفيذ خطة استقرار الموصل بعد تحريرها»، وفقاً لبيان حكومي، كما أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب «حول تحرير الموصل والإسراع في استعادة ما تبقى من الأراضي»، في وقت أعرب قائد قوات «التحالف الدولي» ستيفن تاونسند عن «رغبة التحالف في الاحتفاظ بقوات عسكرية في العراق بعد القضاء على داعش، بغية عدم تكرار الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي من البلاد عام 2011»، مشيراً إلى أن «المعركة النهائية لم تُحسم بعد مع داعش ولديه مسلحون في تلعفر والحويجة وغرب الأنبار».