رويترز، أ ب - أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسمياً عبر التلفزيون الحكومي أمس، النصر على تنظيم «داعش» في الموصل، ما يمثل أكبر هزيمة للتنظيم منذ إعلانه «الخلافة» قبل ثلاث سنوات. وقال العبادي في خطاب: «أعلن من هنا وللعالم أجمع، انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي التي أعلنها الدواعش من هنا، من الموصل قبل ثلاث سنوات» (للمزيد). وكان مسؤول كردي أكد قبل ساعات من إعلان العبادي النصر، أن القوات العراقية تلاحق بقايا عناصر تنظيم «داعش» الذين ما زال بعضهم يتحصن داخل أنفاق خلال عملية «تطهير» آخر معقل لهم في مدينة الموصل، فيما كشفت قوات «التحالف الدولي» والبيشمركة الكردية عن اتفاق لشن عمليةٍ لاستعادة قضاء تلعفر غرب نينوى «أولاً»، قبل قضاء الحويجة جنوب محافظة كركوك. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وصل أول من أمس، إلى الموصل بعد بضع ساعات من إعلان قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» وصولها إلى الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يشق المدينة، وشدد على «التريث في إعلان النصر»، ثم تجول في بعض الأحياء والأسواق التي شهدت احتفالات عفوية ابتهاجاً بقرب استعادة المدينة. وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة»، إن «القتال الفعلي متوقف في الشطر الغربي من الموصل، وما يحصل الآن هو عملية تطهير وتفتيش في منطقة الميدان، لملاحقة ما تبقى من عناصر داعش المتخفين، وبخاصة داخل شبكة أنفاق متشعبة، فضلاً عن عملية إبطال العبوات الناسفة في الطرق والمباني وتفكيكها». وقال مصدر عسكري: «ما زالت هناك جيوب صغيرة للتنظيم في منطقتي القليعات شرق البلدة القديمة، والشهوان في الجهة الشمالية، وانفجرت أربعة مبان في المنطقتين كان التنظيم قد فخخها». وأكد قائد شرطة نينوى العميد الركن واثق الحمداني «مقتلَ القيادي في داعش سلام غانم عبدالله سلطان أثناء محاولته الفرار عبر النهر». وقالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي: «من المريح معرفة أن الحملة العسكرية في الموصل تنتهي. قد يكون القتال انتهى لكن الأزمة الإنسانية لم تنته. لقد فقد كثيرون ممن فروا كل شيء. إنهم في حاجة إلى المأوى والغذاء والرعاية الصحية والماء والصرف الصحي ومعدات الطوارئ. مستويات الصدمة التي نشهدها هي من بين الأعلى على الإطلاق. إن ما عاناه الناس لا يمكن تصوره». من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن بقاء العراق دولة موحدة أمر يزداد أهمية، وأضاف أنه لا يجب إجراء استفتاء كردي مزمع على الاستقلال، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسلامتها. وذكر أردوغان في مؤتمر نفطي بإسطنبول: «تتزايد أهمية وحدة أراضي العراق يوماً بعد يوم... يجب أن يمتنعوا عن أي خطوات أحادية، مثل استفتاء الاستقلال». ورحب أردوغان بالأنباء عن قرب انتهاء الحرب على تنظيم «داعش» في الموصل، لكنه تساءل عمن سيتحمل تكلفة إعادة إعمار المنطقة. وبدأت المشاورات تحضيراً لشن عملية عسكرية لاستعادة قضاء تلعفر (60 كيلومتراً غرب الموصل)، الذي تحاصره منذ بضعة أشهر قوات «الحشد الشعبي»، ويعزو مراقبون التأخير في تحريره إلى اعتبارات سياسية، أبرزها تحفظات أنقرة على اقتحام «الحشد» القضاءَ الذي كانت تقطنه غالبية من القومية التركمانية. وقال القائد في قوات البيشمركة في محور محافظة كركوك: «اتفقنا مع قوات التحالف على تأجيل عملية استعادة الحويجة إلى ما بعد استعادة تلعفر». وأفادت مصادر محلية أمس، بأن «داعش» أعدم «27 امرأة وطفلاً في مجزرة في تلعفر». إلى ذلك، كشفت قيادة الشرطة وعمليات الجيش في محافظاتالجنوب عن إعادة النظر في توزيع قطعاتها وفي الخطط السابقة، تزامناً مع إعلان تحرير مدينة الموصل، وذلك تحسباً من المرحلة المقبلة، التي قد يعمد تنظيم «داعش» إلى تجديد نشاطه فيها، من خلال عمليات الاستهداف المحددة.