أكد مسؤول عراقي أن الأسابيع المقبلة ستشهد افتتاح منفذي عرعر وجميمة الحدوديين مع السعودية، لافتاً إلى بدء التشغيل التجريبي لخطوط الطيران بين العاصمتين الرياضوبغداد، خلال شهر، والتي توقفت منذ الغزو العراقي للكويت في آب (أغسطس) 1990. وأشار السفير العراقي لدى السعودية الدكتور رشدي العاني، إلى قرب إطلاق أربعة وجهات من جدةوالرياض إلى بغداد والنجف وأربيل والبصرة، موضحاً في تصريحات ل«الحياة»، خلال حفلة أقامتها السفارة العراقية في الرياض ليل أول من أمس، لمناسبة تحرير مدينة الموصل، أن جميع الموافقات لتشغيل خطوط الطيران المتوقفة بين البلدين نحو 27 عاماً صدرت، والمتبقي فقط تنظيم عمليات هبوط وإقلاع الطائرات والعمليات الإدارية. وبين أن منفذ عرعر كان مفتوحاً للحج والعمرة خلال الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن افتتاح منافذ الجو والبر بين البلدين يحفز توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والعلمية والسياحية، «إضافة إلى أنه يوجد 70 ألف عراقي يعملون في السعودية، ولهم مصالح ووظائف، ومنهم رجال أعمال». ولفت إلى أن الراغبين في زيارة العراق في الفترة السابقة كانوا يضطرون إلى السفر عبر الأردن أو الكويت أو تركيا. مضيفاً: «بالتأكيد فتح الجسر الجوي والمنفذ البري مع السعودية، يبرهن أن قواتنا تسيطر على كامل التراب العراقي، بعد المعارك التي خاضتها القوات العراقية المسلحة مع تنظيم داعش، طوال الأشهر السبعة الماضية». وأوضح أنه كان بالإمكان تحرير مدينة الموصل من «داعش» الذي يسيطر عليها منذ عام 2014 خلال نصف الفترة التي استغرقت لتحريرها، «ولكن حرص القوات العراقية على الأرواح، وبخاصة أن «داعش» اتخذهم دروعاً بشرية لإعاقة تقدم مقاتلينا»، مشيراً إلى أن كل الأحرار في العالم يحتفلون اليوم بعودة الموصل إلى الحضن العراقي، بعد تخليصها من الإرهابيين. ونوه إلى أن تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على الموصل مكون من 100 جنسية، «كانوا قنابل موقوته في دولهم»، مبيناً أن العراقيين باشروا فوراً منذ لحظة التحرير بالعمل على إعادة النازحين إلى منازلهم، والبدء بإعادة بمشاريع إعادة الإعمار بعد الدمار والخراب الذي خلفه «داعش». وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيارة عدد من المسؤولين العراقيين للسعودية لتنشيط العلاقات بين البلدين، وفتح مشاريع مشتركة، وذلك في ضوء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للسعودية في ال20 من حزيران (يونيو) الماضي، واجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأشار إلى أن العراق يفتح ذراعيه لاستقبال المستثمرين السعوديين، «وبخاصة أن فرص الاستثمار متاحة ومهيأة حالياً، إضافة إلى قرب وجوار المملكة للعراق، ما يعد عاملاً محفزاً»، مؤكداً أن طول الحدود مع السعودية نحو 820 كيلومتراً، وافتتاح المنافذ سيعمل على اختصار وتقليص المسافات بين البلدين. وعدد العاني مجالات الاستثمار في المعادن والنفط والزراعة، مع وجود نهري دجلة والفرات والمياه الجوفية، «والمساحات الشاسعة من الأرض الخصبة، يشجع كثيرين على التفكير في مشاريع زراعية واقتصادية، وبخاصة أن البنية التحتية قائمة ومهيأة، وربما هي في حاجة إلى إعادة تأهيل فقط»، منوهاً بأن كل المشاريع الناجحة في السعودية يمكن أن تكرر في العراق، وبخاصة أن قانون الاستثمار العراقي يدعم هذا الملف. وأضاف: «يمتلك العراق شبكة مواصلات متطورة، وخصوصاً سكك الحديد، إلى جانب تحسن الأوضاع الأمنية في جميع المحافظاتالعراقية، ما يعد فرصة استثمارية لم نكن لنحظى بها سابقاً». وبين أن العراق يرحب بالسائح السعودي والعربي، إذ يضم كثيراً من المناطق المقدسة في شماله وجنوبه، ولا سيما الأهوار والبصرة، إضافة إلى مناطق سياحية في عدد من المحافظاتالعراقية، كما يرحب بإقامة مدن سياحية داخل العراق، بالتعاون بين المستثمرين السعوديين والقطاع العام أو الخاص العراقي.