ساد التفاؤل أجواء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد أمس، وسط إشارات إيجابية حول افتتاح معبر حدودي جديد بين البلدين، وقرب اختيار سفير جديد للمملكة في العراق. ووصل الجبير إلى بغداد أمس في زيارة مفاجئة التقى خلالها رئيس الحكومة حيدر العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري وعدداً من المسؤولين وبحث تعزيز العلاقات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأوضاع في سورية واليمن. وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الجعفري، أن «السعودية والعراق يواجهان آفة الإرهاب وهناك رغبة في العمل معاً للقضاء على هذه الآفة»، وشدد على «أن المملكة تقف على مسافة واحدة من المكونات العراقية». وأضاف أن «السعودية تتطلع لبناء علاقات متميزة مع العراق وهناك روابط جغرافية وتاريخية ومصالح مشتركة سواء في مواجهة التطرف والإرهاب أم الاستثمار بين البلدين». وزاد أن «تاريخ العراق والسعودية مشرف، وكان الحديث خلال الزيارة بناء وإيجابياً واستعرضنا أموراً عدة»، مؤكداً «أنني أتطلع لزيارة ثانية في المستقبل». وزيارة الجبير هي الأولى لمسؤول سعودي كبير إلى العراق منذ 2003، بعد سنوات من التراجع في العلاقات الذي استمر حتى بعد قرار المملكة تعيين ثامر السبهان سفيراً لها في العاصمة العراقية في منتصف 2015 والذي طالبت بغداد بتغييره بعد شهور من مباشرته مهماته. وقالت مصادر سياسية في بغداد إن الجبير بحث تعيين سفير جديد لبلاده خلفاً للسبهان الذي عُيّن وزيراً لشؤون دول الخليج العربي. وقال بيان مقتضب لمكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي إنه استقبل وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق له. وأوضح البيان أن الوزير السعودي أكد «دعم بلاده العراق في محاربة الإرهاب، والاستعداد لدعم استقرار المناطق المحررة من تنظيم داعش»، كما «هنأ الجبير بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية في معركة تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل». وقال الوزير إبراهيم الجعفري إن زيارة الجبير تأتي «لإعادة العلاقات بين البلدين»، مضيفاً: «سنفتح منفذاً حدودياً جديداً مع السعودية». وذكر بيان للخارجية العراقية أن «الجانبين بحثا خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في كل المجالات ومحاربة تنظيم داعش والانتصارات المتحققة لقواتنا العراقية في معركة استعادة الجانب الأيمن من الموصل». وأضاف البيان أنه «تم تأكيد أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل التعاون في محاربة الإرهاب وأفكاره التي تؤثر في عموم المنطقة والعالم». وأعرب وزير الخارجية السعودي، وفق البيان، عن استعداد بلاده لدعم جهود إعادة الاستقرار في المناطق المستعادة من «داعش» في العراق، ودعا إلى «العمل على تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين وتفعيل كل الملفات العالقة»، كاشفاً أن «هناك رغبة في العمل على فتح منفذ جميمة الحدودي بين العراق والمملكة وبحث ملف تشغيل الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين». وقال سياسيون قريبون من أجواء الحوار العراقي - السعودي إن البلدين يسيران باتجاه تطبيع سياسي واقتصادي بعد سنوات من الاضطراب في العلاقات، وإن ثمة رغبة في بغداد في تحقيق «توازن» في العلاقات مع دول الجوار. وضم الوفد المرافق للجبير كلاً من المدير العام لمكتب وزير الخارجية السفير خالد بن مساعد العنقري، والقائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى العراق عبدالعزيز الشمري، والمستشار بوزارة الخارجية ماجد العبدان.