حذر رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ورئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، إقليم كردستان من إجراء الاستفتاء على الانفصال عن العراق، فيما نقلت وكالة «تسنيم» عن النائب الكردية شيرين عبد الرضا (من حركة التغيير) قولها، إن سكان الإقليم بدأوا يخزنون المواد الغذائية تحسباً لمقاطعة دول الجوار التي ترفض هذه الخطوة في شكل قاطع. وأفادت وكالة «مهر» بأن شمخاني التقى في طهران وفداً من حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة رسول علي، المساعد الأول لزعيم الحزب جلال طالباني. وقال في مستهل اللقاء، إن «الاستفتاء سيحدث شرخاً في صفوف الشعب العراقي، وهو لا ينسجم مع حكمة المسؤولين في العراق وسياستهم». ولفت إلى أن «بعض الدول في المنطقة وخارجها ترغب في إضعاف العراق والدول الكبيرة غرب آسيا». وأضاف: «لا ينبغي السماح لهذه المشاريع الاستعمارية والدخيلة بالتحقق في الشرق الأوسط للمحافظة على المصالح الوطنية ومصالح العالم الإسلامي». وتابع أن إيران «تتمنى للشعب والمجموعات والأحزاب في شمال العراق الأمن والتقدم الاقتصادي، وتحقيق ذلك سيحول دون تنامي الجماعات الإرهابية». إلى ذلك، قال باقري إن إجراء الأكراد استفتاء على الانفصال عن العراق «بداية أزمات وتحديات جديدة في المنطقة»، وشدد على أن البلدان المجاورة للعراق «حريصة على سيادته الوطنية ووحدة ترابه، لمصلحة كل القوميات والطوائف والقطاعات المختلفة في هذا البلد». على صعيد آخر، أكد باقري أمس، أن «القدرات الصاروخية الإيرانية دفاعية وغير قابلة للتفاوض تحت أي ظرف كان»، لافتاً إلى أن «مساواة الأميركيين حرس الثورة الإسلامية بالجماعات الإرهابية وفرض عقوبات مماثلة على الطرفين، مجازفة كبيرة ترتكبها واشنطن وقواعدها العسكرية وقواتها في المنطقة». وأضاف أن «إيران الإسلامية اليوم أقوى من أي زمن مضى، استطاعت عبر تطوير قدراتها الدفاعية ومساعدة دول محور المقاومة أن تدافع عن حدودها وتُبعد الإرهابيين عنها وتوفر أمناً يُضرب به المثل». وتطرق إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين حول الشؤون الداخلية الإيرانية ودعوتهم إلى تغيير النظام، مؤكداً أن «الشعب ونظام الجمهورية الإسلامية سيقفان بكل ثبات في مواجهة هذا التدخل». وتابع: «لطالما قاوم الشعب الإيراني الاستكبار العالمي، خصوصاً الأميركي، واستطاع أن يصمد، لذا فإن الحظر سيكون فرصة للتطوير وتحقيق العزة والاعتماد على النفس والطاقات الوطنية». وزاد: «على أميركا أن تعلم أن محاولاتها الرامية إلى تجميل الصورة القبيحة للكيان الصهيوني، الغدة السرطانية الإرهابية، أو جعل احتلال فلسطين طي النسيان من طريق بث الإيرانوفوبيا، ستبوء بالفشل ولن تتمكن من محو القضية من ذاكرة الشعوب». وفيما كان حزب طالباني يجري محادثات مع المسؤولين الإيرانيين، دعت الأممالمتحدة رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للأعمال الانتقامية التي تستهدف العائلات ذات الارتباط بمقاتلي تنظيم «داعش» في العراق، بعدما أدت هذه الانتهاكات «على نطاق واسع» إلى ارتكاب أعمال «الطرد ومصادرة المنازل والانتقام والعقاب الجماعي». في نيويورك، دعا ممثل الأممالمتحدة لدى العراق يان كوبيش، الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة كردستان إلى «الدخول في مفاوضات عاجلة للبحث في الشراكة والدستور، ووضع خريطة للتعامل مع المرحلة المقبلة وحل الخلافات المناطقية، وسواها من القضايا التي تحدد العلاقة بين الطرفين». وكان كوبيش يتلو بياناً أمام مجلس الأمن وقال إن أعمال «العقاب الجماعي لعائلات مرتبطة بداعش تزداد في شكل مضطرد، وهذا يتطلب من رئيس الحكومة حيدر العبادي اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز حكم القانون وبسط النظام العام، ووقف الطرد والانتقام».