على عكس ما تمنته الإدارة الأميركية، لم يهدأ ضجيج التحقيق في دور روسيا في الانتخابات الرئاسية واحتمال تواطؤ حملة دونالد ترامب مع موسكو. وتفاعلت تداعيات لقاء ابن الرئيس بمحامية روسية، إلى جانب تأجيل التصويت حول خطة الضمان الصحي في مجلس الشيوخ (للمزيد). تزامن ذلك مع هبوط شعبية الرئيس دونالد ترامب إلى 36 في المئة. وكشف استطلاع ل «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي أس» أمس، أن شعبية ترامب هي الأدنى مستوى منذ 70 سنة لأي رئيس أميركي خلال الأشهر الستة الأولى في الحكم. وكشف الاستطلاع معارضة غالبية 58 في المئة من الأميركيين أداء الرئيس. واعتبر الاستطلاع أن هذه الأرقام هي أسوأ حتى من تلك التي حصل عليها الرئيس السابق جيرالد فورد في العام 1975، بعد استقالة ريتشارد نيكسون وفضيحة «ووترغيت». ومن المعتاد ألا تهبط شعبية الرؤساء في الأشهر الأولى من توليهم المنصب إلى أقل من 59 في المئة. لكن فضيحة العلاقة مع روسيا لعبت دوراً أساسياً في ذلك، مع اعتقاد 67 في المئة من الجمهور أن مساعدي ترامب تواطأوا مع موسكو في الانتخابات الأميركية. وزاد من الشبهات تقرير أفاد أمس، بأن الحملة الانتخابية لترامب دفعت مبلغ 50 ألف دولار لمكتب محاماة يمثل حالياً ابنه دونالد ترامب جونيور وذلك قبل ما يزيد قليلاً على أسبوع من ورود أنباء عن اجتماع لم يبلغ عنه مع محامية روسية، ما عزز اتهامات بالتواطؤ. وكشف النقاب عن دفع المبلغ بتاريخ 27 حزيران (يونيو) الماضي، إلى مكتب «آلان أس. فيوترفاس» للمحاماة، في مذكرة مقدمة للجنة الانتخابات الفيديرالية السبت. ووصف المبلغ بأنه لتغطية رسوم «استشارات قانونية». وأقر دونالد ترامب الابن بأنه اجتمع مع محامية روسية في مدينة نيويورك خلال الحملة الرئاسية عام 2016، بعدما قيل له إنها ربما تكون لديها معلومات تضر منافِسة والده السابقة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. ودفع المبلغ لمكتب فيوترفاس قبل أيام من ورود التقارير عن هذا الاجتماع الذي تسبب في أزمة هرع البيت الأبيض وفريق ترامب لاحتوائها. ولم تكشف المذكرة عن الشخص أو الجهة التي يمثلها مكتب المحاماة. ولم يردّ ناطقون باسم حملة انتخاب ترامب ولا مكتب المحاماة على طلب التعليق. ودفعت الحملة أيضاً ما يزيد على 538 ألف دولار لشركة المحاماة «جونز داي» التي مثلت حملة ترامب خلال الانتخابات، كما دفعت الحملة نحو تسعين ألف دولار لقاء «استشارات قانونية» لشركة يملكها الرئيس وذلك بتاريخ 30 حزيران الماضي. ويحقق مسؤولون في وزارة العدل ومحقق خاص وعدد من لجان الكونغرس في مزاعم أجهزة استخبارات أميركية حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، إضافة إلى اتصالات محتملة بين مسؤولين روس وحملة ترامب. وأكد البيت الأبيض في بيان السبت، أن المحامي المخضرم تاي كوب سيكون موكلاً من البيت الأبيض للرد على التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي، كما عين معظم مستشاري ترامب الضالعين في التحقيق، محامين بارزين للدفاع عنهم. وفاقم من أزمات ترامب أمس، إعلان زعيم مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل تأجيل التصويت على خطة الضمان الصحي التي تلغي مشروع سلفه باراك أوباما، بسبب خضوع السيناتور جون ماكين لعملية جراحية بعد جلطة دموية، واضطراره للمكوث في ولايته في أريزونا حيث أجرى العملية. ومع غياب ماكين يتعذر على الجمهوريين تأمين الأصوات ال50 المطلوبة لتمرير الخطة.