تلقت جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتمرير خطة ضمان صحي تلغي قانون سلفه باراك أوباما (أوباما كير) ضربة موجعة أمس، مع تأكيد مكتب الموازنة في الكونغرس أن 22 مليون أميركي سيفقدون التأمين الصحي على مدى السنوات العشر المقبلة بمقتضى مسودة قانون كشف الجمهوريون في مجلس الشيوخ النقاب عنها الأسبوع الماضي. وفي دراسة لمسودة القانون الذي أعدته الإدارة الأميركية والقيادة الجمهورية في مجلس الشيوخ، قدّر مكتب الموازنة أن عدد الأميركيين الذين لن يحظوا بالتغطية الصحية بحلول 2026 سيبلغ 49 مليوناً، مقارنة ب51 مليوناً بمقتضى مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس النواب، و28 مليوناً في ظل القانون الحالي الذي أقره أوباما في 2009. وتضع هذه الأرقام العصيّ في دواليب إدارة ترامب ومساعيها لتمرير المشروع في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع. وعارض حتى الساعة خمسة جمهوريين المشروع الجديد، ما يحول دون تحقيق الأصوات الخمسين المطلوبة لتمريره. ويسعى البيت الأبيض والكونغرس إلى إلغاء نظام «أوباما كير» بالكامل قبل عطلة الصيف في آب (أغسطس) المقبل، واستبدال خطة جمهورية به. ولوح زعيم مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بإمكان إبقاء الأعمال في الكونغرس خلال عطلته التقليدية إلى حين تمرير التشريع الجديد، كون المماطلة بذلك أو الفشل في الإقرار سيؤذي حظوظ الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، والتي تنطلق الاستعدادات لها بداية 2018. وتعتبر السنة الأولى لأي رئيس أميركي المدة الحاسمة لإقرار قوانين جديدة، ويساعد ترامب فيها وجود غالبية جمهورية في المجلسين. إلا أن تدني شعبية الرئيس (36 في المئة) وخوف الجمهوريين من خسارة مجلس النواب ومقاعد في مجلس الشيوخ، يعيقان تمرير قوانين الضمان الصحي والإصلاح الضريبي. وقدّر مكتب الموازنة أن مشروع قانون الرعاية الصحية الجديد سيخفض عجز الموازنة بمقدار 321 بليون دولار في الفترة من 2017 إلى 2026. على صعيد آخر، نقلت «رويترز» عن استطلاع أجراه مركز «بيو» للأبحاث، أن الصورة النمطية للولايات المتحدة تدهورت بشدة في أنحاء العالم في عهد ترامب، وأن الغالبية الساحقة من المواطنين في بعض الدول لا تثق على الإطلاق في قدرة الرئيس على القيادة. وبعد مرور خمسة أشهر على توليه الرئاسة، أظهر الاستطلاع الذي شمل 37 دولة، تراجع شعبية الولاياتالمتحدة في أنحاء العالم إلى 49 في المئة مقارنة ب 64 في المئة في نهاية عهد أوباما. أما التدهور الأشد حدة، فكان في عدد من البلاد التي تعَدّ من أوثق حلفاء الولاياتالمتحدة، مثل المكسيك وكندا، إضافة إلى شركاء أوروبيين مثل ألمانيا وإسبانيا. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن عضو في الفريق القانوني الخاص بجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، قوله إن كوشنر أوكل إلى محام بارز مهمة تمثيله في تحقيقات على صلة بروسيا. وأوردت الصحيفة أن كوشنر اختار آبي دي لويل محامياً، لينضم بذلك إلى مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية وكّلوا محامين للدفاع عنهم، وبينهم جيف سيشنز وزير العدل، ومايك بنس نائب الرئيس، إضافة إلى ترامب نفسه. وسُلطت الأضواء على البيت الأبيض منذ أن بدأ روبرت مولر، المستشار الخاص الذي عينته وزارة العدل، وعدد من لجان الكونغرس تحقيقات في صلات محتملة بين روسيا وفريق الحملة الانتخابية لترامب العام الماضي. ونفى ترامب وأبرز مساعديه مراراً أيَّ تواطؤ مع روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن مولر يحقق في اجتماعات عقدها كوشنر مع السفير الروسي سيرغي كيسيلياك ومصرفي روسي، في إطار تحقيق أوسع.