أظهر استطلاعان للرأي نشرتهما قناتا تلفزة إسرائيليتان أن شعبية حزب «العمل» المحسوب على يسار الوسط، ارتفعت مع انتخاب الوزير السابق آفي غباي لزعامته، وأن الفارق بينه وبين «ليكود» الحاكم تقلص، لكن ليس إلى درجة نجاح «العمل» في العودة إلى الحكم، إذ ما زالت أحزاب اليمين والمتدينين تحظى بغالبية مطلقة. كما أظهرت الاستطلاعات أن أكثر من ثلث الإسرائيليين لا يزال يرى في رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الأنسب لمنصب رئيس الحكومة بفارق كبير عن غباي الذي حصل على (13- 14 في المئة فقط) تلاه زعيم «يش عتيد» يئير لبيد مع 12 في المئة. وجاء تحسن شعبية «العمل» على حساب حزب يمين الوسط «يش عتيد» الذي جاء في العامين الأخيرين ثانياً، وأحياناً أول، على قائمة الأحزاب التي تحصل على أكبر عدد من المقاعد، بينما جاء ثالثاً في استطلاعي أمس، إذ حل بعد «العمل». وتباين عدد المقاعد التي تحصل عليها الأحزاب في كل من الاستطلاعين، لكن في كليهما حل «ليكود» أول، وفيهما حصل تكتل اليمين– المتدينين على غالبية مطلقة من المقاعد البرلمانية. وأعرب غباي عن رضاه عن الأرقام التي حصل عليها وحزبه في الاستطلاعين، مضيفاً أن الهدف الذي يضعه نصب عينيه هو بلوغ الحزب 30 مقعداً في الانتخابات المقبلة. وزاد أن انتخابه لزعامة «العمل» يعني بدء المعركة الانتخابية لاستبدال نتانياهو في الحكم. في السياق ذاته، أعلن زعيم الحزب المهزوم اسحق هرتسوغ قبوله اقتراح خلفه بأن يبقى في منصبه زعيماً للمعارضة البرلمانية، إذ يحول القانون الإسرائيلي دون تسلم من ليس نائباً في الكنيست (غباي) قيادة المعارضة البرلمانية. ووصفت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أمس، غباي ب «الأحجية الأيديولوجية»، وقالت إن عقيدته الاقتصادية– الاجتماعية أيضاً ضبابية. وكتبت أنه من الناحية السياسية «ما زال يحذر تجاوز المناطق المريحة المعروفة: حل الدولتين، وعملية سياسية، وتجميد الاستيطان خارج التكتلات الاستيطانية». وتابعت أن عليه أن يدرك أنه من أجل استبدال نتانياهو «لا بد من طرح خيار حقيقي، لا أن يرتدي خمسين لوناً مثل لبيد، بل عليه أن يطرح خياراً جوهرياً وبديلاً لعقيدة رئيس الحكومة الحالي». وختمت: «يتحتم على غباي أن يشرح للجمهور العام وجهة حزب العمل برئاسته، وأن يرسم الاتجاه الذي ينوي أن يعتمده ليقود دولة إسرائيل».