فاجأ وزير جودة البيئة في الحكومة الإسرائيلية أفي غباي الساحة الحزبية بإعلانه أمس الاستقالة من منصبه احتجاجاً على تعيين زعيم «إسرائيل بيتنا» المتطرف أفيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع، محذراً من «سير إسرائيل نحو الهلاك، وخراب البيت للمرة الثالثة». ودعا رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى «التعقّل ووقف التطرف الحاصل في السياسة والمجتمع». والوزير المستقيل هو وجه جديد على الساحة الحزبية، إذ انضم قبل أكثر من عام إلى القطب السابق في «ليكود» موشيه كحلون لتشكيل حزب «كلنا» الجديد، معرّفاً نفسه بأنه يمثّل اليمين المعتدل. وحصل الحزب الجديد على عشرة مقاعد برلمانية، وانضم إلى الائتلاف الحكومي، وأصبح «الحزب الأكثر اعتدالاً» فيه. كما عزا غباي استقالته إلى قصور الحكومة في المسائل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لكنه اعتبر ضم ليبرمان وحزبه «القشة» التي قصمت ظهره، أو «الضفدعة التي لم أتمكن من تجرعها». وقال أن إطاحة وزير الدفاع السابق موشيه يعالون من منصبه وتعيين ليبرمان محله «هو خطوة مستهجنة، وليس في وسعي التسليم بإقالة وزير متزن ومهني». وحذر من أبعاد إقالة يعالون «حيال التطرف المتزايد والشرخ في الشعب»، وقال: «صحيح أن الشعب أراد حكومة يمين، لكن ليس من مصلحة الدولة إقامة حكومات متطرفة. الشعب في إسرائيل تسبب في هدم البيت الثاني في حروبه الأهلية، ويجب وقف السيرورة الحاصلة التي تقود إلى خراب البيت الثالث». ودعا رئيس الحكومة إلى التعقل، مؤكداً أن «الأمن يُبنى على القيادة وليس فقط على الدبابات والطائرات». وقال أنه لا يستطيع أن يكون عضواً في حكومة أساءت إلى العلاقات مع أهم دولة عظمى في العالم، «وسكتت إزاء الشرخ في أوساط الشعب والتهجم على قيادة الجيش». وكان زعيم حزبه، وزير المال موشيه كحلون أعلن الأسبوع الجاري أنه يعارض اختيار ليبرمان وزيراً للدفاع «على أساس شخصي، لكنه أكد أن الحكومة ستواصل التصرف بمسؤولية وروية ولجم ذاتي... ولن نتردد في استخدام حق نقض أي قرار لا يروق لنا». وعقّب يعالون على الاستقالة بالقول: «بينما أصبح التمسك بالمبادئ موضعاً للسخرية في ساحتنا السياسية فيما التقلب والكذب صارا ذكاءً وحنكة، جاء غباي وتصرف عكس ذلك، من هنا عظيم تقديري له... ممنوع التنازل عن المبادئ». وأفاد استطلاع جديد للرأي بأنه لو أجريت الانتخابات العامة اليوم، لحصل تكتل أحزاب اليمين والمتدينين على غالبية من 67 مقعداً (بزيادة مقعد واحد عن تمثيله الحالي). وجاء لافتاً تراجع شعبية «المعسكر الصهيوني» بقيادة اسحاق هرتسوغ المحسوب على يسار الوسط من 24 مقعداً حالياً إلى 15 لمصلحة حزب يمين الوسط «يش عتيد» بزعامة وزير المال السابق يئير لبيد.